سيجيئون زرافات
سيجيء الفنان التشكيلي المتهندم ذو الغرة،
والمعماريون السعداء، يجيء أكاديمي أحول، والبتروليون، أطباء التوليد الشرفاء، يجيء بلاغيون نحاة، والمتأفف، جمعيات السمسرة، وفوق الأسطح تتناثر ربطات الأعناق.
الفنان التشكيلي المتهندم ذو الغرة :
تلقاه إذا صادفت الفنان التشكيلي الرث،
المتفجر بعطاء الله،
الصانع من برادات الشاي المرمية مدناً من هول بشري،
مبتدع الخيبات،
الضحاك الأشعث.
المعماريون السعداء:
أساتذة الإحداثيات،
ومبتكرو منهج «حبس في الصبح وورد في الليل»،
المنتفعون بقانون العفو عن الغشاشين بخامات الصلب،
المتّجرون ببسمة سيدة النبع،
ونساجو فخ الكافيتيريا،
خلاطو الأسمنت لبيت الطاعة حتى لو منعتهن عن الشفتين المرغوبات،
وصناع الجرسة في مختتم النص،
المستوثق واحدهم أن السيدة المطعونة ذات الأنفة
ستقول له بعد الجرسة بسويعات:
«خد بالك من نفسك
يا صاحب حبس الصبح وورد الليل».
أكاديمي أحول:
الحول طريق في الروح ،
هو الصب ،
شقيق الشحرور ربيب الشحرورة،
والقاعد في مقعد طه حسين،
صبي المعجزة المتكلم في اللفة،
وإذا الحول طريق في الروح فذاك هو الناعم،
والمؤتمن علي أجيال إذ كاد يكون رسولاً،
بواب أبوللو،
الراغب في طفل حتى تكتمل رسالته في التربية وفي التعليم.
المتناهي في الصغر فلا يلحظ بالعين مجردة،
والجالس فوق منصته كالمتناهي في الكبر فليس تحيط به الأعين،
معشاق أجوف وسليل المعشاقين الجوف.
البتروليون:
هم البتروليون، تراهم إن قابلت نقيض البتروليين: خصوم حضارات الخيمة، والمستغنين عن البتروليين.
أطباء التوليد الشرفاء:
ثراة القوم،
المنتعشون إذا أنت سيدة من ألم الرحم،
وأولاد الحسب النظفاء،
ومحتجزو الشقق المفروشة،
خطافو الميراث من البنت المتوحدة،
إذا مات جنين أو عاش انتفخت بالسحتوت خزائنهم،
والمفتخرون إذا قطعوا عن كادحة سبل الرزق
فهذا شرف المهنة،
حلفاء المعماريين السعداء،
الأرقون من المستقبل،
وخيال مآتتهم: ماركس.
بلاغيون نحاة :
قلقون القلق السينمائي،
الفلاحون إذا صاروا في الدست،
المتقنع واحدهم بالفاقة حتى يظفر بنصيب في مائدة الرحمن،
رديفو يثرب ويشنون الحرب علي السلفيين،
الشكاءون البكاءون الحكاكون،
المخترعون مشاريع مزوقة حتى يلتقطوا الفتيات الحرات،
المنفق واحدهم عمرًا في التركيب اللغوي
لكي يعلن لقرينة سيدة النبع :
«أنا أشتاقك كامرأة»
ثم يعذبهم فشل في رد العجز علي الصدر.
المتأفف:
هذا العاف عن المغنم في العلن ،
الراديكالي كمنشار القديسين طلوعاً ونزولاً،
صارف تأشيرات الوطنية وتصاريح العفو،
العاقد صلحاً بين الصالح والمصلحة،
المختلف عن الجمع :
فهم يبنون وهذا العاف عن المغنم في العلن يقوض كالمنذورين،
الناشز، وهو المندرج عميقاً من خلف الحاجز،
فهو أُخَيُّ منسِّق نظريات الخفية.
جمعيات السمسرة:
تضم الغندور، الجنرال، المتوكل، ورئيس التحرير، المتأنق، والشحرور، المتهندم، والمعماري، أكاديمياً أحول، والبترولي، طبيب التوليد، بلاغياً،
والمتأفف، وعلي الأسطح تتناثر ربطات الأعناق، وتتناثر خصيات، ودواجن مهريات، ومفاتيح خزائن، باروكات، أطقم أسنان، أجهزة للتخسيس، وقطع من حلوي تنغل فيها البكتريا، وفتات من أرغفة سابقة الأكل.