الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

دهاليزي

هذه السماءُ
للفحيح الغامضِ في قلبي،
لكِسر الحزنِ التي تنغلُ في رئتي،
لي.
لي: البالونةُ الخضراء
ولأعضائي نشوةُ الفداحة.
قابلِوا صفصافي عند مهابطِ الوديان
ومصاعدِ الجبال،
قابلوا نسائي عند الأساطيرِ وغرائبِ الأجساد.
وانتظروني عند اللغة:
سأجيء
دلالةً بعد دلالة.
إنني أبداًً في: يكون
حيث الرمالُ عضويةٌ
والكائناتُ كليمةٌ،
حيث كهوفُ الجنسِ والذاتيةُ الصانعة

وحيث كل ناي: مراوَدة.
قابلوني هناك في:
داخلياً - داخلياً.
سلامآً أيتها القرنفلةُ التي فاضت علي جثتي
سلاماً.
أدخلتْني إلي سُرَّة الدجي ندّابةً،
للفولكلوري في نحيبها تَسمَّيتُ اسماً
وكنتُ لا أُسَمَّي في الفرنقلة.
كانت تغني غناءً.
وكنت أغني غناءً.
ماسكاً جميزةً ثقيلةً دلفتُ في عتمةٍ أليقةٍ،
وفي كل تينةٍ قنديلٌ.
سَمَّيتُها سِرَّاً: جميزةً للقناديل الحالكة.
علي كل باب أطرق طَرْقاً حانياً،
وإذ أطرقُ طرقاً ثقيلاً تُفتح الأبوابُ فوّهةً وغموضاً
فأعطي لكل كائنٍ حزمةً من الضوء المعتم.
قالت: لا تُسَمّني عند الجنائن.
فعرّيتُها وصرتُ أرشقُ القناديل في لحمها الوطني،
حتى صارت جميزةً للقناديل الحالكة
فأبدلتُ التسميةَ بكيسٍ من الملح المنقوع زيتاً،
وسمّيتُها عند الوجيعة.
أرقدتْني تحت تينةِ: ريمٌ علي القاعِ.
ورقصتْ علي.
قلتُ: في كل سِكَّةٍ وجيعةٌ وضوءٌ.
فرقصتْ علي ماءٍ ورقصتْ علي.
أيقنتُ ما يلي يقيناً:
أن المَدَى ليونةٌ وأسماء.
أن النهرَ ضمَّامٌ.
وأن الغناءَ آهتان:
آهةٌ في الشرق البرتقالي،
وآهةٌ في الغصون.
وكنتُ أجري رائقاً - وصحتُ:
الينبوعةَ الينبوعةَ.
فأرقدتْني تحت سكّة: لما رنا حدثتْني.
وقطفتْ في صحوةٍ عنباً
فقطفتُ في غيبوبةٍ عنباً.
وجاءني غُلامُ الشفافةِ راكباً سُفناً ويراعاً طازجاً،
صحتُ: في الشجري كمين للاغتباط.
فأرقدتني تحت خيمة: 25 مارس 1973.
أيقنتُ أن المدى تميمةٌ والجسمَ نِبْلةٌ،
وصحتُ: أنا شُطرتُ في الأسماء.
فلما شَقّقتْ كبدي تحت جميزة:
لا أُسمّي في القرنفلة،
شهقتُ: سلاماً أيتها.
مئذنةٌ لشفيقة - ومئذنةٌ لي.
كنتُ أنشرُ علي حقلٍ أعضائي
وسروالي
والوشم.
كنتُ أنشر علي حقلٍ أعضاء.
جسمُكِ بحجم الأرغول
تكونين في الرّي والذهول.
شجرةٌ تقول للبطن الجميل:
كنتِ تجرحين الفيزيقَّي وتفتحين شَقَّاً في الدموي
وفوق كل قنطرةٍ نزفٌ وخرافة.
في فجيعتي قيل:
وهوهةٌ تجرفُ الجنوبي
جسمٌ بحجم الأرغول يقطع الجغرافيا الواطئة
ويخترمُ الإيقاعَ والعويل.
قلت: ابركي علي جثةِ السكونِ واعبثي بي.
تساءلتُ في غنائي:
ماذا تقول الأشجارُ للبطن الجميل؟
ردّ الجنوبي: شعبٌ من الأوجاع والسيولة.
تساءلتُ: هل أتاكم سلسبيل الوهوهات
الذي فتّحه المغني في أول الطبول؟
قيلَ: جسم بحجم الأرغول.
الغصنُ لي، وللوجيعة.
ذلك الميالُ علي السطوح الحاضنة.
صراخ.
قابلُتها وهي تخبئُّ في ثيابها تفاحةً طائبةً
وتغادر مستقرَّها نحو شقهة الحلول.
قلتُ: أنتِ في النتوء لا في القبول.
نخلةً تخرقين السقيفة
وتقضمين تفاحةَ التراجيدي.
مئذنةٌ للأزرق -
ومئذنةٌ لي.
لا لُصقتُ في حلمةِ: رحلَ رحيلاً.
وجهي للأبيض غير المتوسط،
وساقاي لقوس الانفلات.
أدخلتْني تحت عريشةِ: صَبَابةٌ صَبَابةٌ.
وصَبَّتْ علي لحمي الريفي أباريق دكناءَ سَيالةً،
وقالت:
أنا بكيتكَ في أول البكاء وفي آخر البكاء.
ثم دهنتْ حقوي وقالت:
صبابتان:
صبابةٌ للحزن وصبابةٌ للفرحة.
فلما اخترتُ كالطفل صبابةَ الفرحة،
تلاشتْ علي نهرٍ وهي تبكي وتقول:
أفسدتَ ياقوتتي
أفسدتَ ياقوتتي.
وكنتُ كاتباً ما يلي:
قَشّري برتقالةَ الجسم برتقالةً.
أنا علّمتُهم وراءَ كل قشرةٍ فاتحةً:
عناقيدَ مساءٍ،
وشرفةَ ليمونٍ،
عرائشَ بحجم المسافة بين المناديل والبكاء
وقلتُ: غائبٌ في الأمواج غياباً،
وحاضرٌ في العريشةِ التي شهدتْ موتي ومولدي
فكانوا يرهصونَ بي:
وَلَداً للترعةِ الكامنة.
أخُبُّ في النداء:
كانت وردةٌ لا سلكيةٌ وصلتْني بذاكرتي،
وحطّتْني علي الصوتِ الذي كان قال لي:
عليكَ الرمادي المليحُ.
فشبّهتُها في كتابتي بالبري
وشججتُها في صحن المسافرخانة:
قبيلةً
وشهيقاً.
أنتِ تعلَّمتِ أن تتقافزي علي كفوف القابلة
وأنا سوف أكتب: انهضي في المادة نهوضاً.
أو انهضي في الفضائي حَدَّاً.
ثم سوف أكتب:
العشبُ يفضي إلي الخلاء الذي يضاجع فيه الرجالُ الغزالَ الجميلَ
وكنتُ قلتُ زمنا: ارتُقي ذاكرتي.
ووقعّي ببابي:
مستفعلن.
ثم لُصقتُ في حلمةِ: يجئ مجيئاً.
يا: للنداء.
سَبَرتُ حَرْفاً:
أمسكتُه في غابة الذهول
ولم أطلقْه في غابة الصحوة.
وسبرتُ حرفاً ثانياً:
خبأُته في ياقوتة الشهقة،
ولم أخبّئه في ياقوتة الهدوء.
وسبرتُ حرفاً ثالثاً:
حبستُه في الرئتين حبساً.
صنعتُ بالحروف الثلاثة مثلثاً بين الكتلة والحياة
وطفقتُ اسكبُ فيه دما من ينبوعٍ وبخوراً.
وغِبتُ في تميمة:
مزروعةٌ خُطاي في تهدُّج الرثاء.
طلع جسمٌ نحيل،
وصار يكبر يكبر حتى استوي في سماء:
لا يفهم الملوكُ والأباطرة.
ماسكاً جَرَّةً مثقوبةً تنزُّ حليباً مخضَّراً
جاءني وقال: كل رملةٍ محاولة.
فأخرجتُ حرفاً من الشهقة وحرفاً من الذهول
رميتُ واحداً بين الصخور الحية،
وواحداً في فم القطة البيضاء.
قال لي: نسختَني في الذَّرات والحِسّي.
فأطعمتُه حرفاً أخرجتهُ من رئتي،
فقام راقصاً عند غار:
صُبَّتْ كؤوس الكون.
وقذفَ علي جَرَّةً مثقوبةً قائلا:
في كل جَرَّةٍ خيالاتٌ ولهجةٌ.
دهنتُ بالحليب جلبابي وجسمي،
وسرتُ حتى آخر الرملة والارتعاش،
ثم التفتُّ:
كان ما يزال راقصاً عند: صُبَّتْ.
فقلتُ بغتةً:
أنتَ علي قنديل.
وحدّقتُ فيه
كان ينتفي بطيئاً بطيئا في الارتعاش والرمال.
وعند الجّرة المثقوبة كانت هناك قطةٌ بيضاء.
فأدخلتُ حروفي وتمتمتُ:
صاحياً
صاحياً.
حاورتُ شبابي حواراً:
أنت أثقلتَ غصني وغبتَ في الرحيل
أنت أفلتَّني من الفانتاريا ومن الرعب الصافي
ولم تَهِبْ فؤادي نقاوةَ الخطيئة.
وحاورتُ شبابي:
الفتاةُ في الجنينة المظلمة.
والفتي في الجنينة المظلمة.
يقضمان ثمراً غامضاً.
قالت له: أجيئك في الخَضَار الليلي.
قال لها: أفرشُ لكِ في كل جنينةٍ سروالاً حّياً
قال لها: يعلقُ عشبٌ بثوبي.
وينصرفان.
قلتُ لشبابي:
بهما مَسٌ منكَ وزعفرانةٌ.
وقلتُ: ما يزالان كلَّ إعتامةٍ يجيئان،
يقضمان ثمرةَ الغموض والتكليم،
حتى يحترق الليلُ عليهما وهما يتقاضمان،
وبثوبهما شيءٌ من العشب البليل.
نطق شبابي:
كلُّ ليلٍ نَفَسٌ وملاءةٌ.
وأنا أغيبُ في الرحيل.
أغنيةٌ لها - وحزنٌ لي.
يا حبيبي الخاسرَ الجميلَ كلُّ قنطرةٍ خديعةٌ،
يا حبيبي الخاسرَ الجميلَ قفْ قبالةَ جسدي،
واشهقْ علي:
قومٌ،
ومملكةٌ،
وبيتٌ سابحٌ في الماءِ.
يا حبيبي الخاسرَ الجميلَ لا تصبَّ الدمَّ إلا في مناديلي
فلم أصبَّ الدمَّ إلاَّ.
فقالت: يا حبيبي الخاسرَ الجميلَ خذني علي الحلفاء.
وهمهمتْ: في القنطرة القادمة
سأشقُّ جيبي علي وَجَعَيْن:
في كل وجعٍ حلمةٌ وعليل.
طلعَ علي الطالعُ لي.
ومدّدني في سقيفةِ: مُفْردٌ.
وكنتُ آتياً من شرخة الجسد البحري راقصاً
فزعق علي عند قنطرة:
في الإمكانِ الأبدعُ مما كان.
فتمتمتُ: أنينٌ لي.
يكون أنثوياً ومائساً
يريني في غَيابتي:
عقوداً طويلةً من مصابيحَ لينةٍ تنثال علي
مشارف المدينة انثيالاً
ويريني في صحاوتي:
فضاءً ممتلئاً ماء خَفُوقاً.
ثم يضطجع عابثاً في الحشائش عند ساقية:
تدخل الدوائرَ الخطوطُ.
فشقّتْ تحت شجرةٍ قميصها لي.
أحدوثةٌ للمرأة التي تحلم:
كنتَ - في غابةٍ - تحتضر علي جذعي وجذعِ نخلةٍ
وكنتُ أسقيكَ من ريقي والطفولة.
وأحكي لكَ حكايةَ البرتقالِ الجميلِ والبالونةِ الجميلة
والأرجوحةِ
وأنتَ في احتضاركَ الجميلِ جميلٌ.
ولكنني كنتُ أبكي وأداويكَ بكَبدِ اليمامة.
أحدوثةٌ ثانيةٌ للمرأة التي تحلم:
كنتَ في صحراءٍ حفنةً من ترابٍ صغيرةً.
وكان سيلٌ من الماء يهبط من هضبةٍ عالية
نحو الصحراءِ الصغيرةِ وحفنةِ التراب الصغيرة
وأنا مرتاعةٌ أصرخ أصرخ،
وأحمل ترابكَ بين قبضتي
بعيداً عن مجري السيل الذي يقترب جارفاً
أصرخ أصرخ حتى دهمكَ السيلُ
وقبضتاي صغيرتان.
وصرتَ في الماء ماءً وقبضتاي صغيرتان
فرحتُ بجوار النهر أبكي
أبكي
بدمعٍ واقعي.
أحدوثة ثالثة للمرأة التي تحلم:
جاءت المزدانةُ بالهودج والطلاوةِ،
باسمةً
وبطيئةً.
فرأتكَ عيناي الدامعتان راقداً تحت هضبة:
قتلننا ثم لم يحيين.
أكتبُ علي ظهرها الذي عندي:
تشبهين يناير 77.
وأدخلُ في المرارة والصولجان.
كانت تضاجعني علي فسقيةِ:
كلُّ السيوفِ قواطعٌ.
فسرتُ بين أقوامٍ كثيرين رافعاً بدنها الذي أتاني رحيماً
وكانوا ينشدون:
في كلّ فسقيةٍ بطنٌ للأنوثة.
فألصقتُ علي بطنها الذي عندي رسوماً
نفخها الفارعُ السريالي في أثيري.
ودلقتُ عند السيقان زيتاً وقماشةً خفيفةً.
قالت:
أنا جمعتُكَ عند حدودِ: لا تَلْتَمَّ.
ونثرتُكَ عند حدودِ: اليمامة.
شاربٌ إبريقَها في الهديل والصولجان
وكانت تفرط شبيهها في ترابٍ وتخلطني بالشبيه.
رَوَتْ ما يلي علي القبيلة:
علّمتُه كيف ينمحي في مواقيت الإبانة،
وعلّمتُه كيف تقول الأعضاءُ قولاً،
ثم أريتُه في كلّ فسقيةٍ:0بطوناً.
تثنّيتُ تحت بخار: بطوناً
وصنعتُ من شبيه جسمها وتراً وعضواً،
ثم غادرتُ مستقرّي،
وصنعتُ من شبيه جسمها خليقةً وركضاً
وقلتُ:
يا يناير 77 ضاجعْ عشيقتي في الصولجان.
فضاجعَها في المرارة والصولجان.
قلتُ: كن كراسةً وبدناً فجائياَ.
فكان.
كتبتُ علي ظَهرها الذي عندي:
كلُّ قومٍ فسقيةٌ
وكلُّ فسقيةٍ حُمُولةٌ.
ثم ضاجعتُها تحت ملاءةِ.
ألقتْ إلي الليلِ جِيداً.
كانوا أمام أفقٍ يقفون:
جاءت بناتٌ قرمزياتٌ عارياتٌ يتقاذفن

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 71 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

118,248