راية العرب
في طريق الشمس عودي ، وأعيدي = عزة الشرق على وجه الوجود
وازحفي بالنور والنار على = صرخةٍ للثأر في باقي القيودِ
* * *
من قديم الدهر حياك الالهُ = وبصوت الوحي نادتكِ سماهُ
واصطفى أرضك من بين الثرى = فحبَتْها بالرسالات يداهُ
بسناها شعَّتِ الدنيا هدًى = وبها ثارت على الذُّلِ الجباهُ
ومضت تسقي الليالي من ضحاها = وتذيب الرِّقَّ من وجه العبيدِ
* * *
في ظلام الدرب في الماضي الطويلِ = كم حضنت العهد جيلا بعد جيلِ
ومحا خطوك في إصرارهِ = من طريق الفجر ليل المستحيلِ
وضربت السيرَ حتى سطعت = شمسُكِ الكبرى على كلِّ سبيلِ
وتلاقى الأهلُ بالأهلِ على = صيحةِ الحقِّ لأحلامِ الجدودِ!
* * *
بصباح الوحدةِ الكبرى الأبيَّهْ = عُدتِ من حلم الليالي العربيهْ
فازأري بالنور في كل ثرٍى = لم تزل فيه من الليل بقيهْ
وعلى كل ترابٍ لم تزلْ = فيه للغرب بقايا الهمجيَّهْ
واستمرِّي حرَّةَ الخطوِ إلى = أن تريْ شمسكِ عادت من جديدِ!
* * *
كم سقينا بالدم الفادي ثراكِ = ومع الأجيال سُقنا شُهداكِ
ويدُ اللهِ على كل يدٍ = تزرع الفرقةَ ما بين خُطاكِ
طال فيك البين حتى أذَّنتْ = ساعةُ الجمع فدقتها يداكِ
والتقينا أمَّةً واحدةً = تعبر الأيام من غير حدودِ!
* * *
فإذا شارفتِ أرضًا زمجرتْ = ظمأً للفجرِ من قلبِ الخيامِ
فارشُفيها بشُعاعٍ مؤمنٍ = يستردُّ النورَ من أعتى ظلامِ
ويذيب العارَ أنَّى خطرتْ = لرُؤاهُ حسرةٌ فوق الرغامِ
وضحى المعراجِ يمحو دمعةً = لم تزلْ تصرخُ في القدسِ الشهيدِ
1965
شعر: محمود حسن اسماعيل