الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

authentication required

تكبيرة الزحف

(مع أرض المعراج في ذكرى أول ليلة دنست ترابها أقدام صهيون......)

وَفِيْ لَيْلَةٍ فَجْرُهَا فِيْ السِّفُوْحِ = ظَلامٌ يُغَنِّيْ وَ ضَوْءُ يَنُوْحْ

وفحُّ المنايا على دربها = سكونٌ شقيٌ وأشلاءُ ريحْ

وأشباحُ رقص أثيم الظلال = توهج في كل أفقٍ جريحْ

تململ فيها زوالُ القبور = وكاد البِلَى عن شجاهُ يَبُوحْ

*      *       *

سمعتُ بها غضب الأنبياءِ = مزاميرَ ويلٍ عتيٍّ صداهْ

وأبصرت ألواحهم في الفضاءِ = محاريب تصرخُ فيها الصلاهْ

وتسبيحهم من ضفاف السماءِ = يصبُّ على الأرض سخطَ الالهْ

ويرمي عليها دخانَ الشقاءِ = أعاصيرَ حقدٍ تؤزُّ الحياهْ

*      *       *

تلاطمَ فيها عويلُ الغيوبِ = وضجَّت بها شهقاتُ القدرْ

ولاحت مآذنها في الظلامِ = وقد أذهلتها عوادي الغِيَرْ

سواعدَ مشلولةً في الفضاءِ = تجمَّدَ فيها دعاءُ البشرْ

تمُدُّ إلى الله راحاتها = وتزأرُ في صمتها المستمرّ!!

*      *       *

هنالك والنبه ساهٍ حزينْ = كحلمٍ تخطَّاه صحوُ الجفونْ

رأيت الخطايا عرايا تسيرُ = وتنسلُّ من أعينِ التَّائهينْ

وتزحفُ حيَّاتُها في الدُّروبِ = لتنهشَ بالتِّيهِ ظلَّ السكونْ

وتبذر فيهِ عُواءَ الرياحِ = وتسقي أعاصيرها بالجنونْ!

*      *       *

بقايا من الذل في كل أرضٍ = يحركها التيه أنَّى يشاءْ

ويدفعُها البغيُ في راحتيْه = ظلامًا مهينَ الخطا في الفضاءْ

تنصلَّ منها تراب الوجود = ولم يبق فيها لخطوٍ رجاءْ

فكيف استبدَّتْ بغايا الحظوظ = فألقت بها فوق أرضِ السماءْ

*      *       *

تلاقت شراذمها عند سفحٍ = تزمجرُ لعنتها في حصاهْ

وتجأرُ فيها دوالي الكُرُومِ = وتعصرُ نيرانها للسُّقاهْ

ويُصغي لها جبلٌ كم صغتْ = لمسرى النبوَّات يومًا ذُراهْ

تنفَّسَ من دنس الواغلينَ = لهيبًا إلى النار يعوي لظاهْ

*      *       *

تلفَّتَ من غمراتِ الظلامِ = ومن عاره في جبين الوجودْ

فأبصرتُ فجرًا عنيدَ الضياءِ = تزمجرُ أضواؤهُ بالرعودْ

وتزحفُ راياته بالدِّماءِ = لتجرف بالهول كلَّ الحدودْ

وتغسلَ بالنورِ ما لوَّثَتْهُ = خطا التائهين بأرض الجدودْ

*      *       *

غدًا يزأر الليلُ من حولهمْ = ويرتدُّ فيهم ضلالُ السِّنينْ

ويكتسحُ الفجرُ أَيامَهمْ = بيومٍ يكبِّر للعائدينْ

وتخفق بالنصر هالاتُهُ = على كل دربٍ سقاهُ الأنينْ

فلسطينُ حانَ شروقُ الصباح = ودوَّى أَذانُكِ للزَّاحِفِنْ!!

 

 

1964

شعر:   محمود حسن اسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,325