روح الجهاد
(نُشرت بجريدة صوت الأمة في 13 من نوفمبر 1946)
كَبَّرتُ للروح الأمينْ = يهدي سناه الحائرين
ويكاد رجع ندائه = يُحي رُفاتَ الغابرينْ
ليروا مصارع مجدهم = وضياعه في العالمين
والذنب ذنب الوارثين = وليس ذنب الغاصبين
****
ولقد سألت الروح ما = حال الكرام الوالدينْ
فإذاه حال الثائرين = وليس حال الشاكرين
ودّثوا لو اقتحموا الزما = ن فأصبحوا في الكائنين
وتقدَّموا يبنون ما = هدمته أيدي العابثين
هم في التراب جوانح = تهفو وألسنة تبينْ
عاشوا لمصرَ ومجدها = وسلاحهم نور اليقين
ومضوا فكان جزاؤهم = أن أصبحوا في الخالدين
وأرى بنيهم أعظمًا = بَليت وأرواحًا فنينْ
شغلتهم الدنيا عن الْـ = أخرى بما جمع اليمينْ
حتى غَدَوا حربا عليْـ = ـنا لا على المستعمرين
والشعب يرقب والحوا = دث كالحجارة لا تلينْ
والحاكمون بأمرهم = يا ذلَّهم في الحاكمين
شابت نواصيهم وما = سئموا حياة الاعبين
يتفاوضون على الجلا = ء ووحدة الوادي الأمين
فاعجبْ لمقتولٍ يفا = وضُ في المصير القاتلينْ
فيماطلون ويخدعو = نَ ويكذبون ويمكرونْ
حتى تلاشى صوتُ مصْـ = ـرَ وكان لحن الثائرين
ما بين أحزاب اليسا = رِ وبين أحزاب اليمين
يا قوم إن الحقَّ تصْـ = ـرُخ روحه بالنائمين
سُودانُ مصرَ وَتينها = لا كان من يفري الوتين
وأرى الجلاء قضيَّةً = طالت على مرِّ السنينْ
فاحيوا كرامًا أوْ فَوَلُّوا = وجهكم شطرَ المنونْ
فالموتُ في ساحِ العلا = خيرٌ من العيشِ الغبينْ
شعر: صالح الشرنوبي