مأتم نهر الرين
(قيلت بمناسبة رجوع هتلر من العلمين)
واقعٌ أروع من نسج الخيال = ومن الأنباء صدقٌ كالمُحال
ويقينٌ أذهل الشكَّ فلم = يبقَ للشكِّ على الأرضِ مجالِ
وإذا ما استيقظ الحقُّ فلا = عُدَّ في الأحياء عُبّادَ الضّلال
لعنةٌ خرقاءُ فرعونيةٌ = تلك يا هتلرُ أم ريحُ الزوال
وضحاياك الأُلَى أرهقتهم = شربوا الوهمَ على ذكر الخيال
وترى البيد وقد رويته = بالدّم الدافق من صيدِ الرجال
ِوالعذارى أوردتْهنَّ الوغي = مورداً غطت حوافيه الصلال
واليتامى بين مفطومٍ على = ذلّة الجوع وأنضاء اعتلال
والثكالى ذُقن من كفّ الردى= حُممَ الثُكل فأبكين الجبال
أين يا جزار ما أرهفتهُ = لبني الإنسان من دامي النصال؟
أين صرحُ المجد قد شيّدته = فوق أشلاء الضحايا والرمال
مصرعٌ للخير لم تحفل به = بعد أن صال بك الشرُّ وجال
أين؟ لا أين فقد ضمّ الثرى = رائد البغي فما يجدي السؤال
من ضفاف الرين طارت شعلةٌ = شبّها الفُهرر حمراءُ الظلال
ضجّتِ الدنيا لها جازعةً = ثم غنّت بعد أن مات الذّبال
فاكتبوا بالنار في تاريخها = صفحةً تبقى على مرِّ الليال
أمّةٌ ماتت لتحيا أُممٌ = شربت من كفّها كأس النكال
شعر: صالح الشرنوبي