الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

 أطياف

(من الشعر المرسل)

"إلى كوخها الغريب في عزلته

بين قصور الرمال والأمواج".

 

إذا ما العاشقُ المجهول أغرى الشمسَ باللُّقيا ، وراء الأُفقِ الضاحي

فمنّتهُ ومدت ، كخيوط الوهم إشعاعاتها الحمرا.

كما منّيتني يوماً وفي خدّيكِ توريدُ

وسالت من شفاه السحب صهباء الترانيمِ

تهدهد ربّة الإشراق إذ أسكرها الحبُّ

لكي لا تجعل الخطوا

وأسكرها نداءُ الحب فاستقبلت الليلا

وحيّتهُ وألقت ثوب نسّاكٍ معاميدِ

وغيّب خصرها البحرُ

فكانت في مرائي العين محرابا من التبر

وغنّى الليل في الآفاق أنشودةَ أشواقه

وهوّم ذاهل الحس وفي كفَّيْه مصباحه

وظلّل جُنحه الدامي نُجُوماً مثل أيامي

توالى السعدُ والنحسُ عليها

واصطلت حرب ليالٍ حصدت عمري وعمر الأنجم الزّهر

وماس الضوء

واختال النسيم العفّ وهناناً بما يحملُ من سرِّ

إلى عشاق خفقاته

تواكبهم على الأفق أمانٍ كالأساطيرِ

ومجّ البدرُ ريّق نوره المنساب في الكون

فكحل بالسنا القدسي أهدابا وأجفانا

وما شاءَ له العجب بمن يرجون رجعاه

أذاب اللحن أصداء

وأفنى الليل أضواء

يُسلسل نغمة الميعاد للهانيءِ بالحب

ويرعش جفنه الضارع يحمي منية الصب ويرعاها

كما كان يزين لروحنا اللقيا

ويرعانا إذا جئنا إلى وادي الصباباتِ

***

بربّك إن رأيت الشمس في المغرب مشتاقه إلى عاشقها النائي

وناغمت شعاعات لها في الأفق خفاقه

وشاهدتِ سرى الليل وإطراقه

وكحل جفنك الساجي واستأنى على هدبك

فصاغ لآلهات السحر أشراكا من الألحاظ مسحوره

وضمّ البدر في عينيك مهدٌ رائحٌ غادي

كمهد الطفل إلا أنه من مُقلٍ سودِ

وفاض العطر الوسنان من خمر ثناياه

على أعطافك النشوى

وراقص طائف الأنسام أفوافاً من الشعر

يُموّجُها على الجيد كما يهوى

وتخطر في حناياها الأفاويقُ

وباهى الشاطيء الأسى بك الدنيا

بزيتونيّة العينين سينائيّةِ النّسبِ

هواها في عذارى الشطِّ أحلامٌ غريبات

فحيّ العاشق المجهول والشمسا

وحيّ الليل والبدرا

وحيّ في يباب الحب غضًّا ذاويَ الزهر

وبين فرادس الأشواك طيراً صاديَ الروح

لعلّ اللهَ يُدنيني

فيُحي ذاويَ الزهر وتُروي العاشقَ الصادي

لأنسى عالمَ الحرمان والتحنان والسهد

أُنادمُ من إذا أشرق فجرٌ أنكروا الفجرا

وإن أطبقت الظلماء

والظلماءُ ميثاقٌ لبلواهم

أقاموا مأْتماً للصفوِ بكّاءَ الأناشيد

تناهى بهم الوجد فما يدرون إصباحا

ولم يدروا من الليل سوى زحمة آلام

كساها القدرُ الجبّار من حظّ المساكين

ثياب الصمت والروع

فراحت تقطع الأفق خضمًّا دافق الموج

وآهات المحبّين به كالسفن الحيرى

***

بربك إن صحا الفجرُ ومادَ الأفق بالبدر

وغادتك مع الأنسام أطياف الهوى الطّهرِ

فلبّى الهاتفَ المجنون قد ندّ عن الصدر

وذاب مع النسيمِ ندًى ليوقظَ ناعسَ الزهر

وتيّمه شعاع الفجر فانساب مع الفجر

وشاقتْه معاني الروح من راووق أشعاره

فمثّل شوقه الملتاع أشباحاً وأطيافا

 

شعر: صالح الشرنوبي

 

1945

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,588