عيد شعري
(في قران ابنة عم الشاعر على الأستاذ محمد أبو الفتوح مروان في 10 من يناير سنة 1944.)
هات قيثارك يا شاعر واصْدَحْ بالأغاني
وتدفَّق واملأْ الدنيا بألحان الجنانِ
واشدُ باللحن الذي رنّح أسماع الغواني
وارْوِ للتاريخ يوما جمّعت فيه الأماني
إنما الشاعر يا شاعر قيثار الزمانِ
* * *
غمغمات الموج في سمعك عذراءُ المعاني
وخشوع النخل في عينيك مسحور البيانِ
والسّنا القدسيُّ في قلبك منه قَبَسَانِ
والزهور البيض تهفو في حنين وحنانِ
والنسيمُ العفُّ رفّافٌ كأحلام الحسانِ
والأغاريد التي فاقت أغاريدَ عنانِ
والطلا راقص من فرحته بين الدنانِ
فتنة من عالم الروح تجلّت في قِرانِ
أسكرتْ قلبي فغنّى ورَوَى الشّدْوَ لساني
* * *
نسبٌ كالأُفْق جلَّى في سماه كوكبانِ
تلتقي فيه الزغاريد بجيّاشِ التهاني
فيه من عزّةِ (شرنوبي) وعُليا (مروانِ)
خفقت فيه قلوب والتقت فيه أماني
فسرى البدر إلى النجمِ فسالت غنوتانِ
وهفا الورد إلى الطلِّ فرنّت قبلتانِ
وانتشى الكون بكأْس لم تذقها شفتانِ
حينما ضُمَّت على الأُلفة والحب يدانِ
طابتا عقدا وطابت صيغة فيها التداني
ردّد الكون صداها ولها اهتز كياني
فسكبت الشعر من قلبي كلمّاح الجُمانِ
والمُنَى إن بسمن فالشعر لي طوع بناني
والمنى تبسم لي الساعة في كل مكانِ
فاسمُ يا شعر فهذا عيد شعري وبياني
يا قران السعد أكبرتك عن كلّ قِرانِ
منك أُلهمت أهازيجي فروّتها المغاني
ولك العطر الذي استاف شذاه الفرقدانِ
يا قران السّعد إني والمنى في مهرجانِ
ضمّ أحلام العروسين وشعري في ثوانِ
فهما في روضة البشر المواتي..زهرتانِ
وهما في شرف الفخرِ التليدِ ..توأمانِ
وهما في مهجة العيش الرغيدِ..أملانِ
وهما في شَفَةِ العيد السعيدِ..بسمتانِ
وبأُفقِ المجدِ والعزّ المرجّى ..قمرانِ
وبقيثار الأغاني ، والتهاني وَتَرَانِ
وهما كلّ الأماني حَقَّق اللهُ الأماني
شعر: صالح الشرنوبي