الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

الذكرى

(تدفّينَ مع الفجر ؛ وتسبحين في النّسم ؛ وتَضجّين في الغروب ، وتهتفين في الرؤى)

 

أفي القمّة السكرى بخمر الأداهرِ =  تعيشين ؟ أم في فكرتي وخواطري

وفي الواحة السجواءِ من مهمه الرُّؤَى=تهيمين؟ أم في خافقي ونواظري

تطوفين بي روحا غريبا..بكفه = بقايا رفات من هشيم أزاهري

وتسرين في وهمي خيالا مشرَّدا  =  تطارحه النجوى لحون مزاهري

وصوتك في آفاق فكري كأنه  =  صدى آهة مذبوحة في الحناجرِ

*     *     *

إذا همتُ في الشُّطآن أنشد سلوة =  لدى الموج ردّ الموج ضحكة ساخر

وإن غنَّت الأمواج خِلتُ غناءَها  =  أنين اليتامى أو نشيج الحرائر

و إن وَمَضَت أصدافها كان ومضها = لظى جمرة حمراءَ تغلي بناظري

وإن مرّت الأنسام تهفو حسبتها = من المسِّ أنفاسا بجوف المساعرِ

وإن أرعشت جفنيَّ تهويمة الكرى = تراءَيت جرحًا ساهدًا في محاجري

وإن ذُهِلَت عني تهاويل شقوتي = تحايلت حتى لا أُفيق لسامري

وإن راودت قلبي الأماني تمثلت = له مديةً خرقاءَ في كفِّ جازرِ

وإن قلتُ إن العيش غنوة ضاحك  =  وأقبلت أحدو البشر نحو المعاصرِ

وأترعت كأْسي والأخلاّء طاقة = من الزهر غذّتها أكفُّ المواطرِ

وخلّفت دنيا الناس واهتز خافقي =  حنينا إلى دنيا السرور المباكرِ

وذابت أهازيج النشاوى بمسمعي = وهوّمت الأرواح حول السّوامرِ

وغمغمت الأشباح تتلو على الدُّنى = حديث الليالي والقرون الغوابرِ

ودوّمتُ عينيْ طائرٍ هيض عشّه  =  وأحرق جنبيه لهيب الهواجرِ

ونادمت نجم الأُفق وهو مصفّدٌ = أسيرٌ براحات القضاءِ الدوائرِ

طرقتِ عليّ الليل وهو مفازتي = وحجّبت عني النجم وهو مسامري

وفزّعتِ أحلامي. وأنسيتني غدي  =  وزدتِ فغلّفتِ الظلام بحاضري

وألقيتِ ..والدنيا تدور على رحى = من الفكر والهمِّ المقيم بخاطري

يسائلني صحبي وسمعي مجننّحٌ  =  تلقّنه الأشباح همس الضمائرِ

وفي مقلتي دمع الغريب وفي فمي = عتاب إلى قلب الجدود العواثرِ

وملءُ حنايا الصدر آهات ضارع = وملءُ شَغاف القلب زفْرات حائرِ

كأنك في عيني سهومٌ. وفي دمي =  رجومٌ وفي سمعي أنين الأعاصرِ

ملأْتِ وجودي كلَّه وأنا الذي = يعيش على الأحلام عيش المقامرِ

فلا أُمنياتي في هواي حقيقة  =   ولا أنا عن نجواي يومًا بصابرِ

ولا أنت يا ذكرى الحبيب رحيمة = بقلب جريح في الرزايا مغامرِ

كأنك أُلْهمْتِ النّكالِ براحتي = ولُقّنتِ حب الظلم من روح هاجري

ظننتكِ في قرب الحبيبِ خرافةً = يلقّفُها صرعى الغرام المخامرِ

وفي بُعده ...أوّاه من نار بعده  =  تجرّعتُ يا ذكرى...حميمَ المَجَامرِ

وما كان في أحلام عمري خرافةً  = سوى أملي في حانياتِ المقادرِ

فليت حداة الموتِ يحدون موكبي =  جدثي المقرورِ بين المقابرِ

فما فرحي بالعيش وهو قصيدة = مهلهلة الأوزانِ ...ليست لشاعرِ

ومن صوّحتْ من عمره واحة المنى  =   فليس لصحراءِ الحياة بذاكرِ

شعر: صالح الشرنوبي

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

109,907