السُّهْرَوَرْدِىُّ
يبحث عن أحفادٍ سِرْياليّين على طرقاتِ الحي اللاتيني،
وحين يعذِّبُه البحثُ يلوذ بباطنه ،
ويناجى أهلَ الخرقة من مغدورينَ وقتلى وهواةٍ.
فرَّ من البطش الأيوبي،
وسار جوارَ الكونكوردِ كمن دخلَ الغَيْبةَ.
والأجناسُ المتموجّةُ تشير إليه: المقتولُ،
يقارن بين عمامته ومسّلة مصر ،
فيدرك أن السيرياليّينَ التهموا عينيه الغائمتينِ ،
وأن الغربةَ وهمُ المغتربينَ وهَمُّ الأغرابِ،
اختبأ وراءَ البار لئلا يكشفه عسسُ صلاح الدينِ،
ووضعَ الفيضَ الإشراقي برقمٍ سرىٍّ في بنكٍ،
لكن السرياليِّينَ تخلّوا عنه وقالوا:
ليس أبانا ،
فارتبكَ السيّدُ واحتارَ بما فاضَ ،
اقتلعَ اللحيةَ حتى لايرصده صليبيّونَ انجرحوا في حطّينَ.
أمام كنيسة نوتردامَ تساءل قبل الإغفاء :
لماذا لم يَغْدُ محرّرُ بيت المقدس ليبراليّاً؟
وأجابَ : العِلّة في وجع القلبِ ،
أرشُّ الأحبابَ بنورٍ
وهمو بالدمّْ يرشّونَ .
وحين تعثر بعضُ السرياليّين بجُبَّةِ شيخٍ
هزّوا البدنَ بأسلوبٍ سريالىٍّ ،
كان المقتولُ الهاربُ من بطش الأيوبيين ينزُّ،
وخيطُ الدَّم يلوِّث أقدامَ الأدباء.