حنجرة
ليست للحنجرة البشرية جغرافيا ،
فالحنجرة هي العليا ،
فيما القومياتُ هي الأسفلُ،
ولهذا يمكن لمواطن كلكّتا أن يكتب :
" يسقط سفّاح الأطفالِ "
ويمكن للطولوني المتزمتِ أن يصرخ :
" تحيا رام الله ".
ليست للحنجرةِ البشريةِ أديانٌ،
فالحنجرةُ هي العليا
فيما الفقهاءُ هم الأسفلُ،
ولهذا يمكن لصواحبِ بوذا أن يهتفنَ:
" تعيش اليافاويّاتُ"
ويمكن ليهود جنوب فرنسا
أن يضعوا كوفيّةَ الاستشهادي على طاقيّاتِ السبتِ،
ينادون بحقِّ التلميذةِ في درسِ الفصحى.
ليست للحنجرة البشرية أجناسٌ،
فالحنجرة هي العليا
فيما أصلُ الأنواع هو الأسفلُ،
ولهذا يمكن أن يمشى في الرّكْبِ: نساءٌ منكشفاتٌ ونساءٌ محتجباتٌ، وذكورٌ
قوّامون بما منحوا للزّرعة ، وإناثٌ قوّاماتٌ بعطاياهن لزيتِ المصباحِ ، وخدّامون ، وكلبٌ
يصحب سيدَه البنغالي ، وشُقْرٌ، والّسودُ ، وأصحابُ البوتيكات وأطفالُ الأجراء،
وكل حناجرهم تجاْرُ :
" نحن مخيّمُ عين الحلوةِ "
فالحنجرةُ هي القلبُ الكوني الطائرُ
في هيئةِ تفاحةِ آدم.