الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

التائهة

(في زورة الشاعر لأرض المعراج أحس بعذاب التراب وثورته التي ينضرم لهيبها على خطأ التائهة الملعونة..اسرائيل)

 

 

عاريةٌ طافتْ بزُنَّارِ = مُجدَّلٍ بالخزي والعارِ

مرجومةُ النظرةِ في لمحها = تابوت أرجاسٍ وأوزارِ

فلو سرت كانت خنًا هارِبًا = من ندمٍ في النفس دوَّارِ

ولو هفت يومًا على تائبٍ = غنّى له الإثمُ بقيثارِ

وانسل في توبتهِ عاصيًا = يستلُّ فردوسًا من النارِ

ولو رنت للخلد لم تبق في = سمائهِ دعوة أبرارِ

إياؤها يخزي صلاةَ الضحى = لو شبّها معبد أطيارِ

ويُخجلُ الليلَ ولو ناغمتْ = آناؤهُ اللهَ بأسحارِ

تاهت فلو سارت لكانت سرًى = مصفّدً في وهم أسفارِ

آفاقها سمُّ خياط على = جفن شليل الكف محتارِ

ودربها غيبٌ بلا شلطئٍ = يأويهِ في لجة أقدارِ

تزجها اللعنةُ أنّى شكتْ = حيرتها في قلبِ إعصارِ

في غيهبٍ سُمِّر قيد الدجى = في ليلهِ المنتقم الضارِي

فلا سماءُ الله مدت لها = تهويمةً من طيف أنوارِ

ولا الثرى وهوَ احتضان المدى = والتيهِ واساها بأشبارِ

بنت الخطايا السودِ دارت بها = رحيق أفّاقين أشرارِ

من غابر الدهر لها سيرةٌ = ضاقت بأوطان وأسفارِ

نهارها يجترُّ زيف الرؤى = فهو ظلامٌ فاسقٌ عاري

وليلها معصيةٌ جُنِّختْ  = كالبومِ في أطلال أوكارِ

تنعب في تجوالَها مثلهُ = على خرابٍ شارد الدارِ

ملعونةٌ تقتات من عرضها = قوت الصدى من أيّ مزمارِ

وتشرب السحت على نشوةٍ = يرغو بها إبريقُ خمّارِ

وتذبح الله على درهمٍ = مقدّسِ اللّعنةِ ثرثارِ

قالتْ: يداهُ جلّ مغلولةٌ = غلّت يديها كفُّ جبّارِ

وطاردتها لعناتُ الورى = بعاصفٍ كالهولِ دوّارِ

تلقى بهِ في الذل أنّى مشتْ = ويلَ هشيمٍ لاذَ بالنارِ

تلقفها الأرض ترامت لها = في زاخرٍ بالحقدِ موّارِ

ينهشُ أمن الروح في جنبها =من غير أنيابٍ وأظفارِ

يلعنها الأفق بوأدِ المدى = من كلِّ أبعادٍ وأقطارِ

تخطو وترتد على موجهِ = كذرّةٍ في صدر تيّارِ

يلعنها الله فكمْ مُرسلٍ = كانت له تأويلَ كفّارِ

تهادلت سينا على دربها = لعله يُومض لِلسّاري

وعشَّشتْ في ذاتها غيْهبًا = مُستخفيًا من غير أوكارِ

غنّى لها موسى بألواحهِ = ونافخَ الطورَ بمزمارِ

زكلّم الله فأصغتْ له = ثاكلةً تُصغي لحفّارِ

جبينُه للنور وهيَ الدجى = يمعن في تابوت أغوارِ

وجاءها عيسى برفق الهدى = فلم يزدها غير إصرارِ

وغير تاريخٍ صليبِ الأسى = يصرُّ من لوحٍ ومسمارِ

وأنزل الفرقان نورًا على = هادٍ من الرحمن مختارِ

فواصلتْ كيدَ السّما لعنةً = منبوذةً تبحثُ عن جارِ

ودارتِ الدنيا وفي غفلةٍ = نامت على أجفانِ غدّارِ

حطّت على أرضٍ لها سجدةٌ = للهِ صارتْ سجدةَ العارِ

وفي غدٍ أرقبُ خيلَ الضحى = تزأر في غضبةِ أحرارِ

تدق باب العارِ تهوِي بِهِ = وترفعُ الرّايةَ لِلثارِ

 

1965

 

شعر:     محمود حسن اسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

131,796