الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

البيعة

(مع مسيرة الشعب وهو يتوهج بإيمان البيعة لحادي الزحف العظيم)

(مايو 1965)

بايعتْ فجرًا شعَّ في جبيني

ومزق الإطراق من جفوني

وشلَّ خطوَ الذلِّ في يقيني

وكنتْ في ذاتي كالسجينِ

والقيدُ من صريرهِ يسقيني

***

شعّ السنا وأضرم النواظرْ

فأحرقت خطاهُ كل جائرْ

ونوّرت طريق كل حائرْ

وحرّرتْ جبينَ كل صاغرْ

مَنْ ساق هذا النور للمحاجرْ

سل جبهتي واسمع ضياءُ ناصرْ

*   *   *

بايعت خطوًا شق ليل قريتي

وفأسها حيرانُ حول زهرتي

يسألها جوعانَ اين لقمتي

وكل عطر فيكِ كان دمعتي

وكان صبري وانتظار نفرتي

في الأرض تعطيني حصاد غلّتي

*    *     *   

وظلَّ يرنو لِيَدِ البيادرْ

وهي ترد الفأس للحفائرْ

لتتخمَ القصور والحظائرْ

فصاح فيها صيحة المقادرْ

ردي لساقيكِ جنى الأزاهرْ

فدوّت الحقول والمخاضرْ

والفأس والفلاح والمعابرْ

قالتْ من الساري؟ فقلت ناصرْ

*   *   *

بايعت نارا وهجها خلودُ

رد القناة كبرها العنيدُ

على سناها كبّر الشهيدُ

وانتحرت من بأسها القيودُ

ومن صداها ارتعد الوجودُ

واندحر المستعمرُ العتيدُ

*   *    *

وسبحتْ بنصرها المنائرْ

وصيحت بصيتها المنابرْ

وأصبحت أيامها شعائرْ

يشدو بها التاريخ في المفاخرْ

ولليالي يشعل المباخرْ

وكلما اشتاقت بها المجامرْ

رشَّ لها الوميضَ قلبُ ناصرْ!

*   *    *

بايعتُ طودًا في ربى أسوانِ

معجزة الاصرار للإنسانِ

وشمخة الأقدار في بنيانِ

دكَّ صروح البغي والطغيانِ

وقام كانتفاضة الزمانِ

كفارسٍ في حومةِ الطعانِ

*    *   *

لمْ يقِ للأمانِ وجهَ غادرْ

ولم يبال دورة المصائرْ

داس اللظى وانقض في الدياجرْ

على قوى الشر العتي الفاجرْ

كفنها في غزوها المقامرْ

وردها تطحنها الدوائرْ

وقبلة الشمس تحيي الظافرْ

بجبهة السد بوجه ناصرْ

*  *     *

بايعت حقًّ عادَ للأناملِ

وهي تذيب الظلم في المراجلِ

منْ شيبة البؤس بكف العاملِ

تشق درب النورِ بالمعاولِ

وتحصد الظلامَ بالمناجلِ

وتسكب الروح على المشاعلِ

*    *     *

زيتًا يُضيءُ ليلَ كلِّ سائرْ

وأنجمًا تهدي لكل حائرْ

من سيد الآلة وهو ساهرْ

يجني قطاف النورِ للنواظرْ

ذاب الأسى واخضرت المشاعرْ

ورفرف الحق لكل عاثرْ

لبيك عادت نجدتي بناصرْ

*   *   *

بايعت كل نبضة في بدني

وكل نور في شعاب وطني

وكل زحفٍ لضحى قربني

وكل صحو ثائرٍ جدّدني

وكل خطوٍ ردّ كبرَ زَمَني

وكلَّ عهدٍ منْ يقينٍ مؤْمنِ

*   *    *

فكلُّها من كل حرٍّ ثائرْ

وكلُّها للغدِ روضٌ عاطرْ

وكلها للشعب نبعٌ زاخرْ

وكلها للنصر فجر هادرْ

على فلسطينَ له بشائرْ

 

مهما تغبْ لابد أن تبادرْ

وكلها ضوء الصباح السائرْ

بايعتها للحقِّ باسمِ ناصرْ

 

شعر: محمود حسن إسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,325