كم شتاء
كمْ شتاءٌ قد مضى والثلجُ فينا لا يزالُ
فوق أبدان الديارِ
يسكنُ البيت الذي يهوى الغزالُ
آه كم كنا على ريفٍ بعيدِ
نرقب الأنهار تجري في العروقِ
سربَ وديانِ السهولِ
تقفزُ الخطوَ الرشيقَ
تستحي منهُ الجبالُ
كم بنينا من حكاياتِ الحياةِ
قصَّةً للحبِّ تسعى
في بيوتاتِ البناتِ
تُدفأُ القلب الرقيقَ
والمنى تغدو بريقًا والخيالُ
كم على طرفِ الليالي
كم سقينا السحب جمرًا من حنين البرتقالِ
كي ينامَ الثلجُ في أعلى الجبالِ
كم صنعنا الدفءَ شعرًا من جمالِ
ما تعبنا
كم أمرنا الصيف يكسو كلَّ أزهار الشتاءِ
فاغتوى منَّا المحالُ
والشتاءُ الثلجُ عادَ
والهزالُ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
15 سبتمبر 2013