غجرية في قصر الحمراء
فتاةٌ من صفاء البهجة الحيرى
أتتْ من زرقةِ البحرِ
ويلفحها نسيمُ الشَّال والعطرِ
إذا مالتْ على رنَّاتِ أوتارٍ
فرقصُ الرِّيم بالسَّهلِ
ورقصُ الوردِ في رخوٍ من الماءِ
على أردانها فجرُ
وفي الشَّعرِ
غديرٌ من سواد الليل والنايِ
تمسُّ القلبَ ينفجرُ
على كفَّينِ أوجاعًا وعشَّاقًا
ينامونَ
وليلُ الحلم موصولٌ بساعاتٍ منَ الهجرِ
إذا فكَّتْ جدائلَها
يَموتُ الليل خجلانا
ويصحو في تجاعيدٍ على أنوارِ جفنيها
وكانتْ ليلة العيدِ
تشقُّ الصَّفَّ بستانًا من النورِ
فراشاتٌ على الخطواتِ تنسابُ
فيزهو الوردُ ينتفضُ
وصوتُ الجمر فرسانٌ على البدرِ
يُشاكونَ اليماماتِ
أميرٌ طلَّ بالسَّيفِ
وشكَّ الجرح بالفلِّ
فغابتْ شمسُ أحزانهْ
وهلَّ الكلُّ للكلِّ
فتلك الريحُ تعرفُهُ
وهذي الطَّعنةُ الكُبرى
تباريحٌ على الدربِ
فهلَّ الكل للكلِّ
وصار الفارسُ الحادي
رفيقَ الرَّقصِ للبنتِ
زجاجٌ حاطَ أحلام البنات الأمس ياقوتا
وصبَّ البهجةَ البكرَ
خمارًا من توابيتِ
وفرسان الهوى راحوا
سراديبًا إلى القصرِ
يماماتٌ على الجفنِ
يناجون الصَّدى يأتي
فلا يأتي
ويأتي صمتُ أحزان العباءاتِ
هناكَ الوجد قد نامَ
ونامت كلُّ أوتار الرباباتِ
فلا لحنٌ يناغيها
ولارقصٌ على الألحانِ يشجيها
فهل ماتت عيون الهمس بالقلبِ؟
وجفَّ النبعُ بالعينِ؟
أيا شعري:
أراكَ الآنَ ظمآنا
تداري الوزن في بيتي
وتخفي الرمز خجلانا
فتاةٌ من صفاء البهجة الأولى
توارت بين أفكاري
سرابٌ كان مخدعها
ورعبٌ سوف يسكنها
كأوتار الكمنجاتِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر
2 سبتمبر 2013