كمنجة محمد عفيفي مطر
من تجاعيد المساءِ
قد أتانا
زورقُ الشِّعر الجديدِ
فوق أطراف القرى شدَّ التراتيل التي تغوي نسائي
شدَّ أوتار الكمنجةْ
منهجًا فيهِ انفتاحُ الحرفِ معنى
وانشقاقُ الصبح في قلب المغنِّي
جاء جميزُ البناتِ
شارحًا نهرَ القصيدِ
من تصاويرِ البهاءِ
فيلسوفٌ كان جميزَ الحديقةْ
نائمًا بين الحرائقْ
في خفوتِ اللَّحن صوتٌ
في جلاءِ الروحِ موتٌ
هكذا مَنْ دكَّ بُنيانَ الحقيقةْ
كي نفيضَ
فوق جسرٍ للصفاءِ
تمتماتٍ للسواقي
حين تشدو لحنَ ريفي
أيُّها الشادوفُ قلْ لي:
هل مضى لحنُ السَّواقي؟
إذْ يُكركرْ
فوق أهدابٍ رقيقةْ.
هزَّ أعوادَ الأرُّزِ
ثمَّ مالَ
جنب جسر العاشقاتِ
يرسمُ الهدب الطَّويلا
آيةً للنخلِ يكسو
كلَّ أفكارِ الحقولِ
ينقرُ البئرَ الرَّضيعَ
يرتوي نهرُ العقولِ
بين صفصافِ الحياةِ
مرَّ مرَّهْ
فاختفى عشبُ الذبولِ.
شدَّ أوتار الكمنجةْ
فانتمى للأصلِ فرعٌ
كان بالأمسِ البعيدِ
غاب نحو الغربِ ساعةْ
ثمَّ عادَ
حين شدَّ الوِرقُ أوتار الكمنجةْ
من قواديسِ السَّواقي
قلبُ بنتِ كانَ غنَّى
بين أحضان الرَّوابي
لحن عرسٍ للفضاءِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر
20 أغسطس 2013