هكذا الأقدار قالت
خَشخشتْ نوَّارةٌ بالصدر قالتْ
مَنْ أطلَّ الأمس من صهدِ السُّباتِ
ظاهرًا فوق الصَّواري
عابسًا كالأمنياتِ
يحمل الأوطان بحرًا من تسابيحِ الصَّلاةِ
ثمَّ يخطو كالضِّياءِ
في شقوق الليلِ يجثو
فوق أهداب البناتِ
قال للأحزان طوفي واغزلي ثوبًا على طرف النّهارِ
في كهوفٍ من توابيت الحياةِ
شفَّها الوجدُ الكئيبُ
حين سالَ
مرةً فوق الحوايا عندليبًا
أو توارى كالمرايا
مُسْتَعيذًا بالسُّكاتِ
راسمًا أشواقَ قلبي
هفهفاتٍ من نسيمِ الروحِ تأتي
شدوها النَّهرُ الخصيبُ
في شروقِ الأغنياتِ
أيُّها الوادي أراكَ الآن تغفو
والمنى صارتْ يبابا
كلُّ أحلامِ الرَّوابي
قد تهادت
فوق سهلي
قد تهاوتْ
نحو قبرٍ للمماتِ
يا زمانَ الوصلِ كُنْ لي
يا زمانَ الوصلِ قُلْ لي:
هلْ أتانا
مَنْ تمنَّى
أنْ يردَّ الفجرَ دارًا للعذارى؟
أن يمدَّ الشَّطَّ جسرًا للحيارى؟
هكذا الأقدارُ قالتْ يا بلادي
نحن طيرٌ مُستباحٌ بالفلاةِ
ما بأيدينا زرعنا الأرضَ قيدًا
أَنْ صنعنا الحلمَ شوكًا
ما بأيدينا تولَّينا هروبَا
ثُمَّ عُدنا خائفينَ
نفجعُ الأبناءَ فينا
بالرِّجوعِ
للثباتِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر
29 مايو 2013