الرصاصة
الرَّصاصةْ
برَّأتني من ذنوبِ الرَّاكعينَ
عند أعتابِ الضَّلالِ
جرحهمْ جرحُ الجياعِ
عاكفونَ اللَّيلَ يكسونَ البطونَ
من تراتيلِ الصَّلاةِ.
والرَّصَاصةْ
خيَّرتني خرقَها الصَّدرَ الرَّحيمَ
أو خشوعًا فوق محرابِ السُّكاتِ
بين ذُلٍّ للرِّجالِ
أو بيانٍ كان نصرًا للجلالِ
ثمَّ صارَ
بعد عامٍ مثل أكفانِ الحياةِ.
والرَّصَاصةْ
عرَّفتني كيف يمضي شوط عمري
نحو أوكارِ الغلالِ
باسطًا كفِّي لأسرابِ اليمامِ
ينهلوا فكرًا بهيًّا
يفتحُ الموَّالُ بابًا لانتصاراتِ البلادِ
يُخْرِجُونَ النَّملَ كانَ
من عيونِ النِّيلِ يَسْري تحت أحداقِ البناتِ.
والرَّصَاصةْ
طهَّرتني حين صابتْ من ذنُوبي
نطفةً كانتْ تَهيمُ
في براحٍ من ظلالي
مثلما الأدرانِ كانتْ تَستبيحُ
رجفتي, ينبوعَ حبي,
كلَّ أحلامِ اللَّوالِ
فاصطفيتُ الدمعَ نهرًا للوصالِ
في سطوعِ الشَّمسِ مجدٌ قد يُواتي أمنياتي
مستنيرًا بالكتابِ
عازفًا طوقَ النَّجاةِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
16 فبراير 2013