ترنيمة الرحيل
أَلا يَا فَاتحًا فِي الدّجَى
شَقَائقًا مِنْ هُدى
وَواصِلا سَماءَنا حَتّى
انْتِهاءاتِ المَدَى
فَاعْزفِي مَقْطُوعَةً مَنْحُوتةً مِنْ
عُيُونٍ أو هُدى
واغْزِلي وِحْدَةَ المُلّثميْنَ بالنّدى
هَاهُنا وَجْدُنا فِي خِفّةٍ
يَصُوغُ مُقْلَةً مِنْ عَمى
فانْقُري بَابَ جَنّتي وادْخُلِي
أَنْتِ المَدى و انْفِتاحُ عُمْرنا
الذي ابْتدا
ألا يَا سَاكنًا فِي مُدْيَتي
و بَاعثًا حُلُمَ رِحْلَتي و نَهْضتي
لا تُبَاعد فِي رواحي هَمْزتي
و نَاوشي و عَاتِبي كَلامَنا المُنَمّق
فَفِي دَوْحةِ الرّضا رَاحلُونَ لِلْفضا
غَامسُونَ فِي حَنِيْنِهمْ ضَيْعةَ الهُدى
وَفي خَماسينَ عُمْرهمْ بَاعِثونَ
لِلْحَياةِ مُقْلَةً مِنْ فضّةٍ أو غَضبْ
فانْتشي بالقَادميْنَ نَحْوكِ
عُيُونُهمْ سَماءُ و بَحْرُهمْ فَضاءُ
يُغَازلُ القَانطونَ فِي جِذعِ نَخْلةٍ
أَو شُجيْرةٍ مِنْ بُرْتُقالِ جَدتِي
و راضيًا بَيْنَ السّكُونِ
إِذْ يُغَادر مهْرنا بَحْرَ القَصيْدةِ
وَاجدًا فِي ضَجّةِ السّهَادِ رَاحةً أَو هُدى
واكْتبي تَرنيمةَ الرّحيلِ فَي الأصيلِ
و بَاعدي بَيْنَ الأصابعِ
و رعْشةٍ مِن عيونِ المُسْتحيلِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
11 ديسمبر 2011