ماجت مهجتان
في فضاءِ العينِ ماجتْ مهجتانِ
مُهجةُ للشوقِ قادت مُهجةً ثُمّ استدارت
روضها المنذور أَوْجٌ من حنانِ
سحرها المكنون في همسٍ أتاني
وادّعتْ أنّ اللّيالي
أسقمتني في الغيابِ.
أيُّها المسكونُ باللّحظِ الحبيبِ
هل أتاكَ الشّوقُ صبحًا أم مساءا؟
هل؟ أجبني
إذْ سألتُ النّاسَ عنكَ
أين أنتَ؟
قالوا لي: بلْ عليلُ الهجرِ أنتَ
أو سرابٌ في الربابِ.
كنتَ لي عند انتهاءِ المدِّ مدَّا
وانطفاءِ الدّمعِ شمعا
قد سألتُ البحرَ عنكَ
قالَ لي: عند انكسارِ الموجِ شطٌّ
كُنْ كما الأصدافِ في رخوِ الجواري
إذْ أتمَّ العودُ لحنًا
راقصًا في خدرِ جفنٍ
كانَ وعدًا للإيابِ.
من جراحاتي مواعيدٌ سكبتُ
وانتظرتُ الوصلَ يأتي
حاملاً أوقاتَ شدوي
بين أعطافِ القوافي
صفو داري قد بنيتُ
والأماني مرسلاتٌ كالجداولْ
والشفاهُ الجمرُ جاءت بالعتابِ.
جاءَ عيدٌ ما التقينا
مرّ عيدٌ والتقينا
والخضارُ الحرُّ بانَ
وارتمت كفّي على كفٍّ حنينٍ
وارتوينا
عبرَة الوجدِ الذي ردَّ الأنينَ
واصطبحنا بالرّحيلِ
بين أفراحِ اللّقاءِ
واحتوتني لحظةً في رفرفاتٍ
قال قلبي:
سرُّكَ المحظور ذاعَ
والغرامُ
حينَ لمّتْ كفُّكَ الدّمعَ الجميلَ
من مشيبٍ للشبابِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
27 أغسطس 2012