المنوفية تغزل العسل المر
و كانَ الكونُ كونًا بالمكانِ الحاصدِ الرّيحَ
و وردُ النيلِ ملفوفٌ على قبري
شهيدٌ بانَ من صبحِ
إلى بُرجِ الحماماتِ التي باحتْ
خباياها
بسوداءِ الكراماتِ
إذا ما الهمُّ واتاها
أزيزًا من صباباتي
فتمضي شمسُ ماضيها
على بحرٍ ، شبينَ الكومِ قاضيها
و حانيها.
وطيبُ الأرضِ مذكورٌ على وادٍى
براحاتٌ
بطعمِ التوتِ والتّينِ
وشهمٍ كانَ فلاّحًا
على صفصافِ شادوفٍ
نواعيرًا بغيرِ النّيرِ أمواتٌ
نواطيرا
و جُمّيزٍ سقى الأيّامَ أيّامًا
وَ لا هانتْ
وَ لا دامتْ
مواقيتٌ لشيخٍ كُنتُ أهواهُ
وفي عيدي شرابَ الخوخِ أسقيهِ
وبعضًا من خيالاتي .
مقامُ الوجدِ محمودٌ لبارينا
وهذي الأرضُ من خوفٍ على نبتي
وزهوٍ في حوارينا
فيكسو العشبُ من عيني كتاباتٍ
فيزهو الآنَ وادينا
ومن مُرٍّ بلادًا كانَ يَغشاها
غمامُ الفقرِ والدّمعِ
وفوقَ البرجِ أيتامٌ
وتحتَ البرجِ ثعبانٌ
سيقضي من حماماتي
دجاجاتٍ وينسونا.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
29 مايو 2012