مر عام
مرّ عَامٌ يَا حَبِيبِي مَا التَقَينا
عُمرُنا يَمضي وحيدًا
تاركًا حُزنَ اللّيالي
ساكنٌ في مُقلتينا
خاشعٌ بين الدّروبِ اللامحاتِ
ضيعةَ الحبِّ الجميلِ
في هروبي من كياني أو شعوري
نحو حلمٍ لن يصيرَ اليومَ حقًّا
بل يضيعُ
في اندثاري
فانشدْ اللّحنَ المُخبّأْ
في الشّموعِ
ذائبًا في رجفِ قلبي بالضّلوعِ
حارقًا في مُهجتينا
نجمَ حُبّي في سماءٍ
كنتُ أخفي عن بهاءِ الرّمزِ فيها
صولجانا
يَنقُشُ التاريخَ فوق
دفترِ الأحجارِ شهبًا
أو رجوما
تَقصفُ السّهمَ المُصيبَ
نحو ماضٍ من عذابِ الذّكرياتِ
أيّها الرّاجي دمي لا
تَسكب الهُدبَ البديعَ
في حرامي أو نواحي بل بروحي
واختزلني في الجروحِ
وردتينِ
كي يعودَ الفاتحونَ الهمسَ شرعًا
للفتاةِ
مُقلتينِ
مرّ عامٌ
والزّمانُ
يشتري من خبأة الليلِ الذي قد أودعا لي
من سرابٍ في سرابِ
جاعلا شيخي طريقًا
يحتويني في رضاهُ
في صلاةٍ ما دعا لي
يندبُ الغيمَ المُسافرْ
فرخهُ المنثور شالي
غنوةٌ من زاهرِ الأحلامِ يَرْعَى
عاشقينِ
يختفي حزني حنينًا موجعًا أو
يرتوي المعشوقُ لحنًا مُرجعًا في
حُضن حِبّي موضعًا أو موضعينِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
24-11-2011