لست من ديني
لستَ من ديني ولن يزدانَ عقدي
في تسابيحِ الغرامِ
إن دنا المعشوقُ فيكَ
أنتَ من دُنيايَ والحبُّ الرّقيقُ
من غرامي بهجةُ الهمسِ الرّطيبِ
يَنتقيني صوبَ فيكَ
يا غرامي قد سألتُ النّفسَ عنكَ
وردُكَ المسحورُ فيَّ
عمّدَ التّرتيلَ نورًا في ثنايا
مُهجتينا
وارتضيتُ العمرَ رُمحًا شابكًا في وجنتيكَ
لستَ من ديني ولن أخفي شُعاعًا
نابضًا في مُقلتيكَ
في زمانٍ غافلَ الحبُّ النّدى واستلَّ ضوءَهُ
حيثُ نامتْ فوق ديرٍ
أيكةٌ كانت فضاءَ الحالمينَ
بهجةً في مسجدي أو ساقياتٍ
غيثَ شيخٍ ناسكٍ في أُقحواني
إزرعيني فوق صدرِ الحبِّ شمسًا
أو غزالاً
نافرًا في روضِ أيامِ الغرامِ
إزرعيني سُنبلاً في قفرِ صحراءِ البّلادِ
ينبتُ النّوّارُ فينا
في سنينٍ من عجافِ
إزرعيني فوق نهديكِ الصّليبَ
واحضُنِي في كونِ عيني
هُدهُدًا أو زقزقاتٍ من خريرِ
إزرعيني في بواديكِ الخصيبَ
أنتِ من ديني ودينُ الحبِّ سُلطانٌ مُبينُ
يحفرُ الحرفَ الحبيبَ
فوق ضلعٍ من حريرِ
فانزعي عنّي غمامَ الآخرينَ
واغرسيني ياسمينا
فوق ديرٍ ينظرُ الهمسَ الرحيبَ
في فضاءٍ من صنيعِ العاشقينَ
فالغرامُ
يا غرامي من إلاهِ العالمينَ
رحمةٌ من قمطريرِ
شمعةٌ في فُلكِ أحلامي تدورُ
موجةٌ في بحرِ أملاكي تثورُ
فانزعي عنّي الفضاءَ
إنّني في رخوِ أنفاسي الرّسولُ
إنّني في رخوِ أنفاس الرسولِ
إنّني في رخوِ أنفاسي رسولُ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر