قائد الحامية
[سيّدي شبل]
(1)
سّيدِي هلْ بالمَنامِ
قد أتاكَ المَوعِدُ
واشْتَكَيْتَ
من غرامٍ قد بَدَا
وارْتَقَيْتَ المنبرَا
خاطبًا في الجُنْدِ لنْ نُسْتَعْبَدَا
رَاكِبًا برقَ السّمَاءِ
واعِدَا
سيفُ حقّي قاسِمٌ لنْ يُغْمَدَا
في صباحٍ خيْلُنا تَكسِي مدارَ الشّمسِ نَهرًا
من حياةِ البائعِ
روحَهُ
سَلْسَبِيلاً للرّدى
عُمْرُهُ
منْ شُجيْرَاتِ الحَنِيْنِ
مُنتقاةٌ للفدا
وارْتَقَيْتَ الرُّمحَ سُحْبًا
والوِشاحُ يغزلُ الأفراحَ سَعْدا.
(2)
في صلاةِ العيدِ كُنتَ
في ثيابٍ كاخضرارِ الزّهرِ رَوضَا تَمْسحُ الأحزانَ من قلبِ اللّيالي
والأَيامَى
يَكتُبُونَ
في الحَوَاري
عِيْدُنَا عيدُ الأغَاني
تَفتحُ المَخْزُونَ مِن دفءِ المَعَانِي
تَفعلُ الفِعْلَ الكَثِيْفَ
والنّساءُ
في النّوافذْ
تَهتفُ
سيّدي
قد أَنَار العُمْرَ نْصرًا
واسْتَقَامَا
رحْمةً
في فضاءِ العاشِقِيْنَ
والحَيَارَى
يَهْتِفُونَ
عِيْدُنَا عِيدٌ سَعِيْدُ.
(3)
في لِباسٍ من حَديدِ
فوق خيلٍ من رياحٍ
والرّمَاحُ تجرحُ اللّحمَ الطّريّ
همهماتٍ
صاعداتٍ
فاتحاتٍ
بطنَ خَيْلِي
واصلاتٍ
رَوْحَ عبدٍ بالسّماءِ
سيّدي شبلُ النّقِي
كالغمامِ
كالملاكِ
ألفُ رُمحٍ في يديهِ
صاعدٌ نحو البّرَارِي
حاميًا كل الحواري
ألفُ طفلٍ في عيونهْ
واليتامَى
يَسْكِبُونَ
دَمْعَهمْ
في جفونهْ
ألفُ دار سوف تَسقِي
خمرَ عُرسٍ للعريسِ
للشّهِيدِ.
(4)
بابُكَ المَفتُوحُ فينا
أيقظ المجروحَ منّا
قد عَبثْنَا
في لمَاكَ
وانْتَشَيْنَا
إذ كَتَبْنَا
في ضُحَاكَ
ألفَ بيتٍ للرّجاءِ
إنْحَنَيْنَا
واسْتَقَمْنَا
ثمّ عُدْنَا
للغِنَاءِ
قلتَ بَيْتًا
قُلْتُ بَيْتَا
والْتَفتْنَا
للوَرَاءِ
رنّ عُودي
عودُ شَيْخِي
من بخورٍ
هَزَّ شبْلٌ
هَزّ زَيدَا
يا إمَامِي
كُنْ لقلْبِي نورَ وصلٍ
كيْ أَرَاهُ
طيَّ كفّي
ضوءَ عيْنِي
والطّرِيقُ
بين شمسٍ والحياةِ
درْبُ سَعْدٍ
دربُ وصلٍ للحقيقهْ
دربُ شبلي
يا إمامي.
(5)
نورُكَ المسكوبُ في لحظِ البناتِ
مدّ خطوًا للوصولِ
نحو أستارِ الزّمانِ
فيكَ كشفٌ للغيومِ
فيك برقٌ صاعقٌ سترَ الصّلاةِ
والمنارُ الحيُّ فيكَ
بابُ ترتيلٍ وآياتٍ على خصرِ الحَيَاةِ.
(6)
شَمعةٌ في روضكَ المسحور جَاءتْ
تَطلبُ العُتْبَىٍ عليكَ
فاقتَبَستَ النّورَ مِنها
وارْتَقيتَ
وارْتَويتَ
ما انْتَهيتَ
ثمّ عُدتَ
للولاِءِ
ما اكْتَفيتَ.
(7)
بحرُ علمٍ
كانَ كالمسْدُولِ سِتْرَهْ
حينَ أرخَى
وَجْدَهُ
في غرامِ العَارِفِينَ
دَرْبَهمْ
بانَ في رحلِ الهوى أيكًا وَدَانِي
بين قطوفِ الجَنّةِ
فاخْتَفَيْتَ
يا إمامي
بينَ مِحرابٍ ووادِي
تَكْتُمُ الأخبارَ تَتْرَى
تَسكُبُ العطرَ الإلهي
في شفاهِي.
(8)
مِزْهرُ الآياتِ بانَ
إذْ بلونٍ
في غيَابِ الرّوحِ رَتلاً من بَهَاكَ
فاشْتَكَاكَ
فيضُ نَسْمٍ ضَاعَ بَخْرًا من شَذَاكَ
والحروفُ البيْضُ كَانتْ
تَسْتَكِيْنُ
فِي مِدَادَكْ
تَرْتَوي منْ سِحْرِ نَايكْ
تَنْزَويْ آيَاتُ سحْرٍ
منْ رَبَابِكْ
والطّيُورُ الهَاجِعَاتُ
رَاجِعَاتٌ
نحو سرْبٍ منْ يَمَامِكْ
فوقَ كفّ العَاشقِ المَتْبُولِ حبّا
منْ نَدَاكَ
يَلْتَقِطْهُ
خوفُ قَلْبِي
كَي ينامَ العِشقُ صفوًا في مَدَاكَ
يا أسِيْرًا للغَرَامِ
كُنْتَ طُهْرًا إذْ عَشِقْتَ
كُنتَ بابًا للسّلامِ
يا إمَامِي
يا إمَامِي.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
1 مارس 2012