فوق عالي مئذنات القرية
فوقَ عالي مئذناتِ القريةِ بعدَ الصلاةِ
رفَّ زوجٌ من حمامِ
راغبًا في ريشةٍ أو في غرامِ
للفتى يبغي حنانًا للفتاةِ
خلفَ بابِ الدّارِ تَرمي ماءَ غُسلِ
زوجها البّاني بيوتًا من ربابِ
كاتبًا في كفّها اللّيمونَ رحمةً
نطفةً في زمزماتِ
تمنحُ المسكينَ لونًا من حياتي
فوقَ عالي مئذناتِ القريةِ بعدَ الصلاةِ
رفَّ زوجٌ من حمامِ
شيخُنا المأفونُ كانت نارُ بيتي
تلتقيهِ
كلّ عامٍ
آتيًا في هودجٍ من ذكرياتي
يملأُ الجسمُ الحواري
أو يفيضُ اللّحنُ ريحَ الهمهماتِ
يكشفُ الحجبَ التي غابت سرابًا في سرابِ
لو يكونَ
لو اصطفاني
قالَ لي كُنْ بين فجرٍ والقصيدةْ
قالَ لي كُنْ
كُنتُ غيري
قالَ لي كُنْ هودجًا للأتياتِ
لن ينامَ الليلَ قلبي
قالَ كُنْ قُلتُ السّلامُ
فاجتباني برزخًا بين العيونِ
واصطفاني رفرفاتٍ لليمامِ
فوقَ عالي مئذناتِ القريةِ بعدَ الصلاةِ
رفَّ زوجٌ من حمامِ
كانَ ظلُّ النّايِ يُلقي
سهمَهُ في حجرِ دارٍ من خرابِ
والتي تخفي مرارًا
في عباءةِ الزّوجِ لحمًا للجنينِ
تختفي عن عينِ صُبحٍ جنب بابِ
أزّ دمعٌ في المآقي
يرتوي من بحرِ حابي
أنتَ منّي يا عذابي
أنتَ من خوفي ومن نارِ الضبابِ
قالَ لي يا
كُنْ خليلي
قالَ لي كُنْ
لستُ راضي
فوقَ عالي مئذناتِ القريةِ بعدَ الصلاةِ
رفَّ زوجٌ من حمامِ
كنتُ بعدَ الصُبحِ أمضي
تاليًا كلّ اللّغاتِ
عاشقًا أصل المعاني
في الصحاحِ
أقرأُ الآيات تترى
بين جسمٍ أو بحالِ
كلّ ما بي محضُ رمزٍ
أو سؤالٌ في جوابِ
لستُ أدري
في غدٍ عمري سيرمي
بي إلى أيّ المجالِ
فوقَ عالي مئذناتِ القريةِ بعدَ الصلاةِ
رفَّ زوجٌ من حمامِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر