دع النفس
دَعِ النَّفْسَ تَذْكُر كلَّ حسنٍ عشقناهُ = وكلَّ الذي في سالفِ العمرِ كُنَّاهُ
ونادمْ على ذِكرَى حبيبٍ قناديلا = أَضَاءتْ ليالينا بدمْعٍ سَكَبناهُ
قَنَادِيلُ تُمسي في غرامٍ على كفٍّ = رحيبٍ لهيبُ الوصلِ شهدًا أَذقنَاهُ
وقضَّيتَ تُغري وحيَ شِعْرٍ بأنغامٍ = عليها جلالٌ من جوانا أَذبناهُ
وبتنا على أَستارِ نجمٍ يُدارِينَا = يُدِيرُ الهوى كأسًا بخمرٍ ملأناهُ
ولمْ ندْرِ أَنَّ الهجْرَ يَكسُو مآقينَا = و يغْفُو كما الأسحارِ حَبًّا بَذَرْناهُ
وحِيدًا يُديرُ الكأْسَ أَنخَابَ ماضينَا = وَيلْهُو النَّوى غَدرًا وَمُرًّا شَرِبناهُ
كأَنَّ الذي عشنا نُرَبِّيهِ أَزمانَا = تَجَلَّى على الأَحدَاقِ جَمرًا كَرهناهُ
فَطارتْ على ذِكرَاهُ أَنسامُ أَحزانٍ = تَجوبُ اللّيالي هاجسًا ما أَردناهُ
فإنْ هلَّ من بابٍ على وقعِ أَلحاني = نديمٌ تغنَّى بالذي قد قتلناهُ
فلا تَأْسَ من غدرِ الزَّمانِ الذي راحتْ = أمانيهِ تبكي حلمَ عشقٍ هدمناهُ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
2013 9 فبراير