الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

وقد ضم الديوان إلى هذين اللونين من الشعر ، شعر الأسرة وهو لون من الشعر جديد على البيئة الأدبية في ذلك العصر ، وقد فاض فيه حديثا الدكتور أبو شادي ، ومن أمثلته في شعر السنوسي قصيدتيه "ابنتي فاتن" ، و "ابنتي ليلى" التي يقول فيها:

 

وردة أنت أم شذى         أم شعاع من المنى

أنت في الدار آية           تبعث النور والهدى

أنت أنسي وراحتي         كلما شفني الضنى

فتنة أنت إن صحو         ت و إن غبت في الكرى

وقع أقدامك الصغير       ة لحن لمن وعى

كلما صحت صاح بي       طرب يخجل الأسى

حلوة أنت في الضجيج  وفي الضحك والبكا

أنت جددت لي الصبا       والصبا عهده انقضا

 

ونلحظ في هذه القصيدة التي يخاطب فيها الشاعر ابنته؛ إبتعاده التام عن غريب الألفاظ  ، واستخدامه ألفاظا سهلة وبسيطة ، كما إنه ابتعد عن الصور والتراكيب الشعرية الصعبة والمركبة "وردة أنت" تشبيه بسيط ولكنه معبر عن عاطفة الأبوة وحنانها ، وهكذا في كل أركان القصيدة ، كما نرى تركيز الشاعر على ضمير المخاطب "أنت" والعائد على ابنته ليلى وهذا التكرار المحبب إلى نفس الشاعر ، هو رغبة منه في إظهار الحب ، وسعادة ولذة بتكرار هذا الضمير ، كما إنه استدعاء للعائد عليه الضمير من الجانب الخيالي في القصيدة ، إلى عالم الحياة الواقعي ، فجعلنا نرى الشاعر جالسا يلاطف فتاته ويداعبها أمام عيوننا.

 

كما نلحظ الإيقاع البسيط الذي لف أعطاف القصيدة كطفل يتهادى ، بموسيقى داخلية طفولية محببة إلى النفس ، وكذا اختيار هذا الوزن البسيط "فاعلن فاعلن" يناسب الجو الأبوي الطفولي للقصيدة، كما استخدم فيها أسلوب التضاد مابين الألفاظ والصور الشعرية ، وهو في أساسات البلاغة يظهر المعنى ويوضحه ، هذا بالإضافة إلى أن هذا التضاد يقرب الصور والألفاظ والمعاني إلى نفس الطفلة البسيطة فيستطيع أن يستوعب هذه القصيدة ويستمتع بها.

 

وحين نصل إلى البيت الأخير من القصيدة نلاحظ حسرة الشاعر على عهد صباه الذي مضى ، ووجود هذا البيت الحزين في آخر القصيدة المرحة المضيئة بالبهجة قد نرى أنه قد جانبه التوفيق بالإتيان بهذا البيت كخاتمه للقصيدة، لكننا من ناحية أخرى قد نرى فيه نزعة الشاعر إلى الكآبة التي سيطرت على الشاعر حتى في أحسن حالاته النفسية.

 

فمثل هذه الألوان الشعرية آنفة الذكر التي تناولها السنوسي وبعض شعراء جيله ، كانت بذرات طيبة أينعت وأثمرت في جيل الرومانسية لدى شعراء "أبوللو" ونحسب أن اللون الذي بز فيه السنوسي قرناءه هو الشعر الغزلي ، الذي تناوله تناولا رائعا أصيلا , وكانت له فيه وقفات باقيات. وهذا اليدوان زاخر بهذا اللون الجديد على البيئة الأدبية في ذلك العصر ، وهو آية مبصرة على قوة عاطفة الحب في قلب هذا الشاعر المتيّم ، وأثر الحب في جوانحه ، وقصيدته "أنت" تكشف في جلاء عن آثار الحب في مهجة كل حبيب صادق الحب وفيها يقول:

 

أنت جددت لي شبابي                    وقد كنت دفنت الشباب من أزمانِ

أنت جملت لي الحياة فأصبحت        أراها كما تشاء الأماني

ومحوت الظلماء فاختلب النور        عيوني وانساب في وجداني

أنت صورت لي الوجود وما فيه       جميعا بريشة الفنانِ

وخلقت الحياة خلقا جديدا               ونفضت التراب عن أكفاني

أنت زخرف لي معالم وجداني          فأتقنت أيما إتقانِ

ونفيت الركود عني فهب القلب        كالبحر صاخب الأرنانِ

أنت أفهمتني الذي كنت لا أدريه       في الكون من خفي المعاني

وجلوت الأسى وغالبت همي           وشفيت الفؤاد مما يعاني

أنت فجرت في الجوانح ينبوعا         من الشعر زاخرا كل آن

وأزحت الستار عن عالم الصمت      فأطلقت عقدة من لساني

أنت قربتني إلى الخلد حتى              أصبح الخلد قطعة من كياني

 

في هذه القصيدة الجميلة الرقيقة يقول الشاعر عبد الحميد السنوسي "وأزحت الستار عن عالم الصمت    فأطلقت عقدة من لساني" وكأنما كان يدرك أن قصيدة الغزل ستكون عنده أروع ما كتب ، وستكون هي الشاهد على أن ينبوع الشعر عنده ينبع من قلبه قبل فكره ، كمدرسة الرومانسية ، وليست مدرسة الديوان الفكرية ، وأنه بهذه القصائد الغزلية الرقيقة ، والتي تمتلك قدرا كبيرا من الجمال الفني على بساطتها ، وعلى بساطة الصور الشعرية الجديدة التي أتى بها في قصائده الغزلية ، ولنقف لحظات عند قصائد الغزل عند عبد الحميد السنوسي لنحصر ونراقب مواطن التجديد التي ذهب إليها وجاء بها في أشعاره وجعلته يتميز بها عن أقرانه من شعراء ذلك العصر، وكانت مدخلا جميلا لما سوف تراه القصيدة العربية من جدة وحداثة في العصور الحديثة في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين، وأول هذه الملاحظات هي الموسيقى الداخلية للقصيدة التي أفردها للغزل فقط ، ولم يعد الغزل مقدمة كالمقدمة الطلليه في قصائد الأقدمين الذين عشقهم وتغنى بأشعارهم، في المرحلة الكلاسيكية الأولى من شعره ، وإنما جعل الغزل غرضا في حد ذاته ، فجاءت القصيدة متماسكة البنيان عضويا ، لا اضطراب فيها ، ولا نرى فيها تفككا ، ولا تضاربا في المعاني . فكانت وحدة القصيدة الغزلية ككل وليست وحدة البيت داخل القصيدة سببا مباشرا في انسجام الموسيقى الداخلية للقصيدة الغزلية ، والموسيقى الداخلية في قصائد الغزل عند السنوسي تنبع كذلك من استخدام الصور الشعرية المعبرة عن المحبوبة وجمالها وعلاقتها المباشرة بالشاعر ، وهي صور مستمدة من البيئة والطبيعة المحيطة بالشاعر ، مما أضفى عليها الحياة والروح ، وليست صور ميتة تأتي من عالم لم نراه ولم يعرفه الشاعر ، وكذلك استخدام التراكيب اللغوية السهلة والجزلة في آن معا ، وكذلك استخدام السلوب الخبري في معظم جمل القصيدة وكأنه يقص علينا قصة القصيدة مع المحبوبة.

 

ثانيا: لجأ الشاعر إلى تكرار ضمير المخاطب "أنت جملت ، أنت صورت ، أنت زخرف" وهي كما ذكرنا آنفا في قصيدة "ابنتي ليلى" لها مدلولها الخاص عند الشاعر.

 

ثالثا: ارتباط الغزل بالطبيعة المحيطة بالشاعر وبالحالة النفسية الوجدانية التي يمر بها الشاعر فجاءت القصيدة عالما متكاملا ، أو لوحة فنان ، أجزاءها المحبوب والشاعر والطبيعة التي تحيط بهما ، وهي صورة كلية دائما ورائقة في كل قصائده الغزلية، وهي تنقلنا إلى جو من الرومانسية يختلط فيه النفسي بالغزلي بالأدبي بالطبيعة التي تحيط بنا ، هذه الطبيعة التي من خلالها يستطيع الشاعر أن يرى عالما جميلا أفضل في لقاء المحبوبة وعالمه النفسي مبتهج وطروب، أو عالم حزين خائن وطبيعة غادرة هادرة تعيش فيه محبوبة غائبة وهاجرة للشاعر.

 

رابعا: حاول الشاعر رغم تمسكه ببنيان القصيدة العربية العمودي القديم أن يجدد في بنيان القصيدة الشكلي – علما بأننا لا نشك في أن الشاعر قد اطلع على الموشحات الأندلسية وعرف طبيعتها وأدرك كنه التجديد في الشكل العمودي للقصيدة – فنراه يحاول في أكثر من قصيدة أن يلجا إلى نوع من التجديد لم تتضح معالمه بعد ، فغير في قوافي القصيدة ورويها ، وصاغها على مقطوعات صغيرة. كما حاول استخدام علامات الترقيم بذكاء شديد ونادر الاستخدام في ذلك العصر في الشعر العربي محاولا إخراج البنية الشكلية للقصيدة إلى عالم أرحب "تشكيلي" لكي يساعد في إيصال المعنى والصورة إلى نفس المتلقي بخفة ورشاقة ، مع التزام كامل بأساسيات اللغة العربية ونحوها وصرفها.

 

خامسا: ابتعد الشاعر تماما في قصائده الغزلية عن الألفاظ الصعبة الخشنة والتراكيب اللغوية المعقدة التي ينفر منها قار العصر الحديث لكي تصبح القصيدة أقرب إلى الأذن ومنها إلى قلب ووجدان المتلقي ، فنادرا ما نرى لفظة تحتاج منا إن نرجع إلى القاموس لنعرف معناها في مجمل قصائده الغزلية ، ولا يعني هذا الابتذال أو الإسفاف في استخدام اللغة ولكن الجزالة هي السمة الأساسية في كل قصائده ، عبد الحميد السنوسي هذا الشاعر الذي بنى وجدانه من أشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي ومقامات الحريري ، وإنما رقق ألفاظه رقة وجدانه ومشاعره التي أطلقها في عالم رحب من الشعر والرومانسية ، مما جعل له قاموسه الخاص اللغوي الذي يستقي منه كلماته التي يصوغ بها صوره لتخرج شعرا رقيقا جميلا.

 

سادسا: ومن آيات تجديده ما يمكن تسميته – إذا جاز لنا التعبير – "بالغنائية الرومانسية" فكأني بالشاعر يغني قصائده وهو يؤلفها ، أو أن الشاعر يترنم بينه وبين نفسه بأبيات القصيدة ، فإذا صفت القصيدة واستساغتها نفسه ، حبّرَها على الأوراق أغنية جميلة ، وبمراجعة معظم القصائد الغزلية التي جاءت في الديوان وبعض القصائد الوجدانية وشعر الأسرة ، يمكننا أن نستخلص عناصر ما سميناه "الغنائية الرومانسية" في قصائد عبد الحميد السنوسي ، وهذه العناصر هي:

الفكرة: اختيار فكرة بسيطة ومعبرة تكون هي الأساس لموضوع القصيدة وهذه الفكرة عادة أحادية ولا يطرح غيرها في أرجاء القصيدة مما يمكن الشاعر من ضبط الوحدة العضوية للقصيدة ، وهذه الفكرة دائما ما تكون بسيطة وقريبة من نفس الشاعر فيمكنه التعبير عنها بسهولة وجاذبية ، ومن نفس المتلقي فيمكنه استيعابها وتخيلها والعيش معها.

 

حبذا صورة أظل أناجيها و أشكو لها هموم الفؤادِ

كلما شِمْتُها أكفكف من دمعي وأبكي على عهود الودادِ

هي قرب الفؤاد في كل حين ولها في الضلوع أي مهاد

ولكم بت في الدياجر أرعاها بعين مكحولة بالسهادِ

ولكم بت لاثما وجهها البسام فاعْجَبْ من لاثم للجماد

قد قنعنا من الحبيب برسم كقنوع الظمآن بالأثمادِ

وقنعنا من الوصال بطيف يطرق الجفن في ليالي البعادِِ

 

الوزن والإيقاع: عادة ما يلجأ الشاعر في مجمل قصائده إلى الأوزان الراقصة الرقراقة والهادئة والبسيطة في نفس الوقت ، مما يجعل القصيدة سهلة الترنم بين الناس (القراء) المتلقين للقصيدة ، بل يمكن أن يتغنوا بها ويسهل حفظها واسترجاعها .

 

وليلة من ليالي الصيف ضاحية            عذراء تضحك من بشر وإيناسِ

أقلّنا زورقٌ ينساب متئدا                     مثل انسياب المنى في ظلمة اليأسِ

يا طيبها ليلة في الدهر واحدة                  أغرقت في لجها همي ووسواسي

سقانيَ الأملَ المعسول ذو بَخَل                أنعم بها منة من باخل قاسِ

أدنى فؤادي منه وهو ذو خجل                ولان بعد التنائي قلبه القاسي

يامن بخلت بما تهفو النفوس به           الآن قد ظفرت كفاي بالماس

صدى الفؤاد ولا يودي بغلته                 الا تمازج أنفاس بأنفاسِ

يا حبذا هي أنفاس مردَّدة                   أكاد أنشق منها نفحة الآسِ

ما زلت وهناً تغنينا كما صدحت            ورق على غصن فَيْنَانَ مَيّاسِ

لم تبق جانحة إلا لعبت بها                   كأنما رَبَّحَتْنا سورة الكاسِ

حتى صدحتَ بأشعاري فوا طربي          لو كنت تعلم مابثي وإحساسي

ولو علمت لما حييتني عرضا                إلا بطرف غضوبِ اللمحِ عباسِ

نفسي فداؤك ليس الحب منقصة            نِعْمَ الهوى من طبيب راحم آسِ

الحب كالقطر يحيينا ترقرقه                ويغسل النفس من شر وأدناسِ

والحب كالنور في الظلماء منبثقا            فاصدع دُجًنةَ أيامي بنبراسِ

قلبت عيني في الدنيا فما وقعت             إلا على أَرْسُم فيها وأدراسِ

لو كان للعيش حظ الكف ما نظرت         سوى الجمال جمال الكون والناسِ

يا من إذا اغبَرّ وجه الكون ضاحكني      منه جبين كبشر الشمس مئناسِ

إني أعيذك أن تقسو عليّ وما             في الحب ذنب ولا في الشعر من باسِ

 

استخدام القوافي الرنانة والبسيطة والتي تناسب الحالة الوجدانية للشاعر وفكرة القصيدة والتنويع فيها.

 

 

 

 

الألفاظ السهلة والجزلة التي تضفي على القصيدة حياة وجمال ورونق.

الصور الشعرية المستقاة من الطبيعة والبيئة المحيطة مما يسهل فهمها والإحساس بما تحمله من معاني شعرية ورموز فنية لا غموض فيها ولا التواء ولا ترهق ذهن القارئ بالتفكير فيما يريد الشاعر قوله.

 

يا شاديا فوق الغصون يضمه الزهر المريعْ

متنقلا في الروض تحسبه لخفته جزوعْ

طورا يحوم على الغدير وتارة فوق الزروعْ

أبدا يدور بمقلتيه كأنه الصب المروعْ

أتراه قد ذكر الشتاء فنز من خوف وروعْ

كالصب يبكي في الوصال مخافة الهجر الوجيعْ

يا قرب ما ذهب الربيع بما تجلّى في الربيعْ

ما زال يدعو الفجر حتى أدبر النجم اللموعْ

فتلا أناشيد الصباح ليوقظ النور الينيعْ

هذي الترانيم الحسان كأنها القطر الهموعْ

فاغمر بهن إن استطعت بلابل السدم الصديعْ

أدنو إليك فتختفي   فكأنك الأمل النزيعْ

أوَ كلما أطلقت لحنا   هجت داءً في الضلوعْ

من بعد ما ذهبت يد الأيام بالأمل الرفيعْ

وتساقطت حولي المنى كتساقط الثمر الوشيعْ

يسري غناؤك في الفضاء كأنه نشرٌ يضوعْ

علم شبيهك يا هزار   إجادة النغم البديعْ

 

المزج بين الطبيعة والحالة النفسية للشاعر والقصيدة ، واستخدام الطبيعة كعنصر أساسي في تكوين الصورة الشعرية والصورة الكلية للقصيدة.   

 

لقد جَنّني ليل الشقاء فغرني                   تلؤلؤ ومض من جمالك خُلّبِ

أمالك عن هذا التجنب مرجع                 فقد طرقت قلبي صروف التجنبِ

تخذتك محبوبا فأوليتني الأسى               ألا بئس جلاب الأسى من محببِ

رجوتك لي عونا على الهم مسعدا            فكنت بكف الهم أصقل مخلبِ

فمن لي بمحبوب إذا بحت باكيا              ينوح وإن قطبت حزنا يقطبِ

يقيم على عهد الوفاء وقلبه                 يد الدهر قلب ليس بالمتذبذبِ

عشقتك حتى ذاب قلبي تشوقا               إليك فرفقا بالفؤاد المعذبِ

يقولون إني مذنب في هواكم                وأقسم أني في الهوى غير مذنبِ

فإن كان مني سلوة وتجنب                  فإن برغمي سلوتي وتجنبي

يؤنبني الواشي بحبي وحبكم               ولو عقل الواشي بنا لم يؤنبِ

وما أنس لما ضمنا بك مجلسٌ              فجدت لنا بعد النوى بتقربِ

سمعت غناء منك أطرب مهجتي          ومن يستمع صوتا كصوتك يطربِ

تغني ,اصغي والغناء يلذني                وقد لعبت كأس الغرام بكم وبي

غناؤك قد أعيا فؤاد سره                   يحقر ارنان اليراع المثقبِ

لقد كنت مفتونا بحسنك فانبرى           ليفتن قلبي حسن صوت مهذبِ

فأصبحت مفتونا بحسنين أصميا         حشاي, ومن يعشق كعشقي يعذبِ

 

وطفق السنوسي يسبح بآثار الحب في قلبه ، ويجمل ما قد فصله في هذه القصيدة ، وذلك في طائفة من القصائد نذكر منها قصيدة "جنة القلب" و " سماء الحبط و " آلهة الشعر" و هذه القصائد تسجل ما أفاض الحب على قلبه من بهجه ، وما زرع فيه من آمال وردية ، وإلهامات شعرية ، وآية ذلك قوله في "جنة القلب":

 

إذا أومضت عيناك لاح لمقلتي           ضياء منير يزدري صفحة البدرِ

فيملأ هذا الضوء قلبي ومهجتي         وأنقع من لألائه غلة الصدرِ

ويصدح قلبي في ضلوعي هاتفا         يغني على ضوء الملاحة والبشرِ

 

وقوله "في سماء الحب":

 

تلوح لعيني في جبينك رحمة                  فتأسو جراحاتي وتبرئ دائيا

وتطربني تبسامة العطف والهوى            فأحسب قلبي كالحمامات هافيا

وهل بعد ما تبدينه من بشاشة                وعطف أظل العمر أشكو زمانيا؟

كفى جزلا أني ظفرت بودكم                   وماذا وراء الود يرضى فؤاديا؟

لقد كان قلبي قبل حبك مجدبا                فأصبح قلبي بعد حبك زاهيا

وأزهرت الآمال في حبة الحشا            و أينع روض كان بالأمس ذاويا

 

وقوله في "آلهة الشعر":

 

وجلست أنشدك الذي ملأت به         عيناك قلبي من جوى وحنانِ

وجلستِ تستمعين أنغام الهوى        مزهوة نشوى بسحر بياني

بل بالذي صورته في مهجتي          فنقلت صورته إلى الأذهانِ

بل بالذي رددت بين جوانحي          فبعثته لحنا إلى الآذانِ

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة
نشرت فى 1 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,343