حسناء
حسناءُ يا بنتَ الهوى
فيكِ الغموضُ المُنْزلُ
من سحرِ موسى سَيكباً
فيكِ السّماحُ المُبْصرُ
من دمعِ عيسى سيكباً
منكِ الجلالُ الأوّلُ
كانت سراباً دمعتي
بين الظلالِ الرّاحلِ
في غربةٍ باعت خفايا قصّتي
أوّاهُ من ذاك الرّضا
حينَ التقاني مرةً
عند الزّوايا جنب سورٍ مُلتوٍى
والنّاسُ تمضي حولنا
من ناظرٍ كالحلمِ في غفو الفتي
أو شاجنٍ يدعو الأماني رحمةً
في أنّتي
هذا براحي فاعبري
ثمّ ادخُلي بين الثّنايا شمعةً
تكسو عبيري ضجّةً
هذا طريقي مثلما النورِ الوليدِ الزّاهرِ
فامطرْ قناديلاً على دربٍ لنا
حسناءُ يا بنتَ النّدى
طابتْ أزاهيرٌ وفاضَ العُمرَ ريحاناً كما
إطلالِ أنوارٍ على
فجرٍ أتانا سوسنا
منكِ التفاتُ الرّوحِ نحو الأنجُمِ
والتَامَ كفّي معصما
أذكيتُ بعضي على بعضي ثمّ نامتْ أضلعي
منكِ اشتقاقٌ للمعاني وانسيابُ العاشقِ
أو كانسكابي خائفاً من رغبتي
إذ حينَ يأتيني حنينُ الواثقِ
أُلقِي تراتيلي على ثغرٍ هواهُ المنتقي
من رجفتي
بانتْ شجوني حينَ رفّتْ وردةٌ
من أيكتي
واشتاقَ شوكاً خافتاً
كالغمامِ المُقتفي
عطراً كثيفاً من حناياكِ اللّواتي أوغلتْ
سرًّا حزينَ المُقلةِ
عند انحنائي مُشفقاً
يمّ النّدى
هامت شُؤُوْنِي واكتوى
فرخٌ زغيبٌ أمردُ
ما بين شوقي في هواها وارتحالي نحو شيخِ الجامعِ
قالتْ حنانيكَ الفتى
غابتْ سواقيهِ الّتي
أسقت عيوناً مُهجتي
وانداحَ في كهفٍ شريدا من تُقى
يا ويلتي
هذي محاراتٌ تُداري نقمةً
أوصتْ صبايا الحيِّ أنْ
هيّا ارحلوا
هذي تراكيبُ الفتى
ضاعت إذا الهمسُ الشّجِيْ
أرخى سدولاً سعفتي
حسناءُ يا أرضي وذكري في سراديبِ الهوى
يا جمرةً باتتْ على أفنانِ عطري بهجةً
ثمّ استدارتْ للرحيقِ المُوجعِ
حسناءُ يا ذكرى غرامي منكِ شعري ، نابضا
من نبضكِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر