القميص
خبّأَتْنِيْ في القميصِ
ثُمّ راحَتْ
تَغزلُ الأيامَ في ألحانها كَيْ
تَمنحَ النّخلَ الحبيبَ
باسقاً مِنْ شهدِها ليْ
إذْ يفيضُ النّهرُ نُوراً
ساكناً فوق الجبينِ
شمسُها شمسُ المغيبِ
تنسجُ الأوطانَ أهداباً لذاتيْ
أو قصيداً من حنانِ المُلهمينَ
خبّاَتْنِيْ في ورودٍ غامِضاتٍ من لهيبِ
فاتناتٍ بين جسمي والقميصِ
باغتتْ حلمي وراء العاصفينَ
بحرَهُمْ شوقاً مُريباً في مُريبِ
أنتِ مولاتي صباحُ الخيرِ مولاتي صباحا
ياسميناً من حليبِ
ها هنا أنتِ الملاكُ
أنتِ أملاكي وأنتِ
أنتِ أفلاكي وأنتِ
عمرُنا الآتي سراباً
في المغيبِ
لا تَقيسيْ عمرَنا عدّ السنينِ
إنّما وردُ الرّياضِ
قادمٌ في لحظةٍ من هاربينَ
بين ضحكٍ أو نحيبِ
باعِثِينَ المجدَ فنّاً أو غراماً
راسمينَ الغدَ وجداً في الوجيبِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر