ابنتي مريم
تعبثينَ بالفُؤادِ إذْ تُوشْوِشينَ لِي ، و تُطْلِقِينَ بهْجَتِيْ ،
وإذْ تُباغِتِينَ قلْبَ ورْدَتِيْ ،
و تَحْلُمِيْنَ بي ، تُلاعِبيْنَ بالمنامِ مُهْجَتِيْ ،
و تَنْدَهِيْنَ يا حَبِيْبَ قَلْبِ مَرْيَمٍ وغَافيًا بِجَنّتِيْ ،
و حِيْنَ كُنْتِ تَغضَبِيْنَ تَلْطُمِيْنَ وَجْنَتِيْ ،
و تَطْبَعِيْنَ قُبْلةً وتَلْثُمِيْنَ غَفْوتِيْ ،
و تَبْعَثِيْنَ في المكانِ ضِحْكَتِيْ ،
و رَحْمَتِيْ ،
و تَكْتُبِيْنَ فَوقَ دَفتَرِيْ نُعاسَ مُقلةٍ بمُقلَتِيْ ،
و تَشْطَحِيْنَ بالكلامِ تَرْسُمِيْنَ وَرْدَةً جِوَارَ وَرْدَتِيْ ،
و تَعْشَقِيْنَ خِفّتِيْ ،
و تَسْكُبِيْنَ نُورَ عيْنِ فوقَ جَبْهَتِيْ ،
و حِينَ تَصْفَحِيْنَ عن غِيَابِ نور شُرْفَتِيْ ،
و تَمْسَحِيْنَ بالأَنَامِلِ الّتي أُحبُّها رَقيقَ أَنّتِيْ ،
فَأُدْرِكُ الطّرِيْقَ أَنْتِ فِتْنَتِيْ ،
و مُهْرَتِيْ ،
وجْهُكِ المَلِيحُ يَشْبِهُ الحَيَاةَ في رَبِيْعِ أُمّتِيْ ،
و يَكْتُبُ البّرِيقَ كَاشِفًا بَرِيْقَ ظُلْمَتِيْ ،
و إذْ تُغَافِلِيْنَ غَفْوَ رَبْوتِيْ ،
فَتَشْبُكِيْنَ عُمْرَكِ الصّغِيْر رَحْبَ طَلْعَتِيْ ،
وَطلّتِيْ ،
و غَيْمُكِ المَنَارُ قد أَضَاءَ خَيْطَ شَمْعَتِيْ ،
و غلّفَ القلُوبَ مَوْضِعًا يَمِيْلُ حينَ تَضحَكِيْنَ أو يَمِيلُ حينَ تَرْقُبِيْنَ دَمْعَتِيْ ،
و تَمْرُقِيْنَ كالخيَالِ بينَ رسْمِكِ البّرِيءِ ضَيْعَتِيْ ،
فَواعِدِي سَمَاحَتِيْ و رَغبَتِيْ ،
و رَافِقِيْ طلوعَ شَمسِ محْفَلِيْ فلؤلؤي مَحَارَتِيْ ،
و حينَ تَلْمَسِيْنَ نَزوَتِيْ ،
أَصِيْرُ طفلَكِ البَهِيْ و أَنْتِ طفْلَتِيْ ،
و.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر