أشجان
فضاؤها المُلاقي مُهجتي طيًّا
رماني كوكبًا بين المداراتِ
سدومٌ تقتلعني بيدرًا أخضرْ
وتَنساني
بلا شمسٍ تُحاكِيني
وتُلْقي فيلقًا من عطرِ أجفاني
على دربِ الأساطيرِ
زمانُ الوجدِ منثورٌ بحاكيها
ويَرميها
على أعطافِ نَخْلٍ من عيوني أو
بلحْظٍ صاغني شُبّاكَ فُستانٍ
خيوطُ الزهرِ تُنشِيهِ
ورَدُّ الصوتِ من لحني
على لحنِ المُغنّي من تقاسِيمي
تَصيدُ الشمسُ شُبّاكَ أنفاسي
فأنحلُّ
براحًا مَخمليًّا من أغاريدِ المواويلِ
وأنهارا
رحيقُ السُّهدِ مكتوبٌ على كفّي
ومعطوفٌ غرامُ الحيِّ بالواوِ
وفي التنوينِ أشجانُ
ورحمانُ
أتتنِي في لُجينِ الماءِ تلقاها
مزاميري
وصهدٌ كان سوّاني
وعطرٌ من أعاليها
فتعمرُ كُلَّ أزماني
إذا ضحكت تولاّني
نشيدُ الذّكرِ بين العصرِ والفجرِ
ووِرْدُ الصبحِ يأْسِرُني
فتنمو في قناديلي
تباشيرٌ لثغرٍ كان عطشانا
وبات الليلَ يدعوني
فهل يسقي ظميءُ الفمِّ صديانا؟
وحين الدُّرج يجمعنا
فأسألها
وتسألني على شآني
أخطُّ الخطَّ بردانا
فلا أدري أعيني من حروفِ الكوفِ أم ثُلثِ
وبين الشينِ والجيمِ
خِمارُ العشقِ يَسكُنُنِي
بهيجُ الهمسِ والقُبَلِ
وكفٌّ كُنتُ أخضُبُهُ بريقِ الفمِّ من لثمي
فألبسُها
ويلبِسُني
طريقُ الخطوِ للسّطحِ
فهل أطفو؟
ويخطو البهوُ قدّامي
فألقاها
وبين الدمعِ والعينِ
مواعيدٌ تُزاحمُني
جهازَ الضّغطِ والنّبضِ
وحين النّهرُ يدخلنا
شقوقَ الجسمِ ننظِمُها
فتظْلِمُني
بأنّي الثوبَ أعشقهُ
وأنّي كنتُ أختصرُ
غرامَ الصدرِ بالخصرِ
ومفتوحًا كطرحِ النّهرِ في عُمري
ومغزولا بشمرِ الكُمِّ في زندِ
فتظلِمُني
وترمي في ملامحها بساتينا
وأعنابا
وخمرا كان مُنشِيْها
قواريرا ، عناقيدا وكافورا
ودانيةً ثمارُ المانجوْ في عاج رابيها
فداويني
فَدَائِيْ في شراييني
غرامٌ كانَ يكويني
يباعدُني ويُدنيني
فألقِينِي على العُشبِ
حصاناً باهرَ التّكوينِ محمومِ
ونامي في تجاويفي
وغنّي لي
بأنّي كنتُ أكتُبُها بكرّاسي
وأحفظُها كقرآني
وأُملِيها لشُطآني
وحين الليلُ يُبعِدُها
على خدّي ينامُ الشّوقُ ظمآنا
لمطلعِها
يؤرّقُني غزالٌ كانَ هيجانا
لغيرِ العُشبِ في أرضي
وسكبِ الشّهدِ في فمّي
غزالُ الرّوضِ أهداني
وأدناني
لعُمرِ الوردِ ينبثِقُ
أمانيْ بنْتُ أشجانِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر