طَلْعُ نيلٍ
كاتبٌ في رؤيايَ أنّ الرّوابِي = تَرْ كبُ الموجَ المنتشي بالسّرابِ
واعداً زهرَ الرّوضِ بالغيثِ قطراً = والأغاني والأمنياتِ العذابِ
أغنياتٌ من خمرِ عُمري وشِعري = راقصاتٌ كالنايِ في رخوِ غابِ
خادعاتُ الطّيفِ الّذِي إذْ يُلاقي = قوسَ ضوءٍ من راهبي خلفَ بابي
أزرقُ العينينِ الّذي نامَ سهواً = في غلافِ من رقرقاتِ الحُبابِ
زاهرٌ في أعطافِ حُلوُ الثّنَايَا = باسقٌ كالصفصافِ صنوَ الغيابِ
يَمنحُ الآيَ النّارَ تكوي حشانا = غاضباً في لألائها من عذابي
نافضاً غيمَ السّارقيْ حزننا في = زقزقاتٍ تَسبي سناءَ الشّبابِ
يا غزالَ الشّدوِ الجميلِ المَرَايَا = في شجونٍ من هامسٍ للشرابِ
أنتَ رحْلي في دربِ شِعري فلا لا = تَرْتَضِي مِنْ هَمْسِي سفينَ العبابِ
أنتَ همّي إذْ غابَ طيري مُراقاً = في دماءٍ من أُمنيَاتِ الضبابِ
أَلْقِنِيْ لحْنًا عَاتيًا مِنْ بِنَائِي = أَعْطِنِي وِتْراً كَانَ شفعَ القبابِ
ها هنا الأوطانُ الحياةُ التي من = بابل الأمسِ القادماتِ الحرابِ
ورْدَ ليلٍ للشّافِعِيْ لملماتٍ = من فضاءٍ لا يَنْتَسبْ للْرّبابِ
واعْزفي شجواً مِنْ فَلسطين زاهيْ = هاهُنا الصّبحُ الطَلْعُ نِيلُ المُهابِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر