سواد الهدب
سَوَادُ الهُدْبِ من أرقِ = وطَرفُ العَيْنِ من حَوَرِ
أَرَاقَ الخَمْرَ مَدْمَعُهَا = وخَانَ الليلَ فِي سَحَرِ
وفِي غَافِيْ قصَائِدُها = غَرِيْدُ الطَّيْرِ والشّجَرِ
فَتَخفِي فِي أنَامِلِها = خِمَارَ الوَجْدِ والخَفَرِ
فَيَبْدُو فِي تَراقُصِها = عَبِيْرُ الشّوقِ للزّهَرِ
غَرَامٌ كَانَ يَسْتُرُهُ = غَزَالُ الأَيْكِ مِنْ حَذَرِ
وخَلْفَ النّبْعِ يَكتُبُهُ = على جذعٍ مِنَ السّهَرِ
يُجَافِينِي ويَغرِسُهٌ = مَزَامِيْرًا مِنَ المَطَرِ
وحِيْنَ الشّوقُ يَجْرَحُهُ = يُوَافِينِي على خَطَرِ
وتَمْشِي فِي غَلائِلِها = كَصَفْوِ المَاءِ والوَتَرِ
وتُبْدِي مِنْ غَدَائِرِها = شَرَابًا رَائِقَ الفِكَرِ
وتُدْنِي مِنْ جَدَائِلِها = غَرِيْبَ اللّونِ والدُّرَرِ
فأَعْدُو نَحْوَ مُقلَتِها = غَرِيقًا حَائِرَ النّظَرِ
وأُخفِي فِي مَجَامِرِها = مَشَاوِيرِي عَن البَصَرِ
تُوَاسِينِيْ و تَسْأَلُنِي = أَيَمْضِي العُمْرُ بالسّفَرِ
فَهَلْ تَمْضِيْ وتَتْرُكَنِيْ = لِعطْرٍ كَانَ بالذّكَرِ
وهَمْسٌ كَانَ فِي رَمْسِيْ = وعِشقُ الكفِّ لِلقَدَرِ
وَهَلْ تَخْفى مَحاسِنُ فِي = رَقِيْقٍ زَاهِيَ الصِّوَرِ
أَزَاهِيْرِي عَلَى شَفَقٍ = يُقِيْمُ الليْلَ بالشّرَرِ
شَرِيْهَانُ الهَوَى الرَغِبُ = تَعَالِيْ يا بْنَةَ السّمَرِ
نُذِيقُ الحُبَّ بَهجَتَنَا = ونُدْمِيْ أنْمُلَ العَطِرِ
ولَيلَ الشّوقِ نَغزِلُهُ = حَلاَلَ الهَمْسِ والهَذَرِ
حَرِيقًا فِي عِنَاقٍ منْ = وَمِيْضِ الشّمْعِ والبُدُرِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر