الرسالة
أتانيْ بُساطُ الرّيحِ يَحمِلُنيْ إلىْ = بلادٍ هوىْ المحبوبِ يسكنُ زهرَها
وإنّيْ علىْ شوقٍ يُرافقُنِيْ لها = عيونٌ وهمسٌ راحَ يَسكبُ عطرَها
وإنّيْ علىْ الأشوَاقِ أشربُ كأسها = غرامًا وخمرًا كانَ يُسكرُ دهرَها
وكأسُ الهوىْ الملآنِ غرّدَ لحنها = مُراقًا ورقراقًا لينشدَ قصرَها
وقلبيْ علىْ بابٍ يَبيتُ مُناجيًا = بُساطيْ وريحُ البحرِ تعشقُ أمرَها
وتأتيْ رسالاتُ الحبيبِ تذودُ عنْ = قتيلٍ علىْ نهرٍ يعانقُ نهرَها
فهلْ يَعترينيْ رحبُ وجدِ فضائها = غَرِيْبٌ علىْ قهرٍ يُغازلُ بحرَها
يقولونَ ليْ - صبحًا - رفيقُ صِباكَ قدْ = أضاعَ العهودَ اللاّتِ أقسمَ فجرُها
يمينًا بأنْ ينسابَ فدوَ حياتِها = وَلمْ يَعْتَزِمْ بُعْدًا لِسَاكِنِ عمرها
علىْ الرّوضِ زهرٌ زاهرٌ ومُشاكِسٌ = أغانيْ صبا الأزهارِ يعشقُ تبرَها
فيمضِيْ فريدًا فيْ رضاهُ مُلملِمًا = محارَ البحارِ اللاّتِ تحكمُ مهرَها
مُنادٍ علىْ الأطيافِ طيفَ حبيبِها = لكيْ تختفيْ عنّيْ الغيومُ ومُرُّها
ويأتيْ بساطُ الرّيحِ يَحمِلُنيْ علىْ = رُخاءٍ أُناجيْ وصلَ زهرةَ صبرها
وأقضيْ مسافاتِ الأناملِ تزدَهِيْ = خُضابًا علىْ دمعٍ يهابُ نهارها
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر