الأصيل
"أيُّ سرٍّ فيكَ إنّيْ لستُ أدريْ" = هلْ حرامٌ فيْ هوانا أنْ نُبارِيْ
بحرنا المخطوفَ مُرجانًا وفُلاّ = موجةٌ منْ عهدِ مينا فيهِ تَجرِي
تبسطُ الواديْ فرَاشَاتٍ وزهرا = تَكتبُ الأيّامَ تأريخًا بنهرِيْ
فوقَ أرضٍ بِكرُها إصحاحُ موسىْ = فجرُها قدْ كانَ للأمسِ الغريرِ
مَهرجانًا للعذارىْ فوقَ شطٍّ = كلُّ أُنثىْ بينَ خوفٍ وانبهارِ
بينَ شوقٍ أنْ يكونَ العرسُ منها = واشتهاءٍ للحبيبِ المُستعارِ
تمسحُ الكُحلَ الهوىْ منْ غافياتٍ = كالرّوابيْ حينَ كانتْ تحتَ نارِ
أيُّها المعشوقُ قٌلْ لِيْ ما الّذيْ قدْ = كُنتَ تَعنِي إذْ شَقَقتَ السترَ تدرِيْ
أيَّ حُسنٍ قدْ جرحتَ اليومَ منّيْ = واشتكيتَ الآنَ تحكيْ دمعَ أمرِيْ
والعناقيدُ الّتيْ كانتْ صبايا = ثُمَّ مالتْ فيْ خفوتٍ للبوارِ
واستكانتْ دمعةٌ بينَ المآقِيْ = فيْ شفاها ألفُ شوقٍ للسوارِ
هلْ ستعدوْ فيْ مصيرٍ قدْ أتاها = أمْ ستكويْ نارَ قلبيْ لستُ أدرِيْ
أيُّها الشّيْطانُ قُلْ لِيْ أينَ تَمضِيْ = تسرقُ الأحلامَ منْ بدرٍ وزهرِ
فوقَ جسرٍ مُستحيلٍ منْ شبابيْ = والعروسُ الآنَ تَبكيْ حبَّ يُغرِيْ
بالخلودِ المُنتهِيْ خمرًا وشعرا = واللياليْ فيْ شفاهٍ فوقَ جمرِ
إذْ أَصِيلٌ قدْ أتاها باعثًا منْ = موجِهِ اللّحنَ الّذيْ يُدمِيْ نهَارِيْ
ثُمّ يَغدوْ بينَ راحٍ منْ سرابٍ = والمواويلُ التّيْ تزهوْ بنارِيْ
قدْ أراقتْ دمعها ثكلىْ حيارىْ = تَاقَ للهيمانِ فيْ غفوِ المزارِ
ها هُنا التّاريخُ يَمضيْ أزمةً فيْ = أزمةٍ منْ شكوتيْ فيْ سحرِ دارِي
وانقلابيْ ضدَّ وردٍ كانَ عُمرًا = يُسكرُ الأحلامَ عطرًا كلَّ عمرِي
"يا عروسَ البحرِ يا حلمًا" بخاليْ = ها هنا الأشعارُ تترىْ فيْ حبورِ
مرةً تَشكوْ النّدامىْ للنّدامىْ = مرةً أُخرىْ تَفِيْ عمرَ البحورِ
يا نديميْ هاتِها خمرًا مُراقًا = كأسها ذاقَ الهوىْ فيْ قبوِ ديرِ
وانتشىْ بالخطوِ طيرًا فيْ ربابيْ = واكتسىْ لحنًا علىْ لحنٍ بغارِيْ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر