<!--<!--<!--

شتاء

تجاهلتني المدينة لمّا يمّمتها

وأنا الذي تركت صدر أميّ

أنشد ودّها

 سلال الخبز حملت إليها

والزّيتون حبّا و حصيدا

ونضيدا  عصيرا

 يشعّ ضياء

وأعذاق التّمر

 شماريخ برق سنا

في ليل أدهم طويل

نهارا غدا

وطبول الرّعد قارعة

 تستحثّ

دهماء ها للحياة

سباياها وغنمها

وصهيل الرّيح في الفجاج

 أهازيج ترقص

لوقعها الجنّ في الحجب

و لها تطرب الملائكة

في السّماوات العلا

تجاهلتني المدينة

  أنكرتني بلا حياء

ثماري أزهقت بين أصابع

كالحرير لا خشن فيها

 لا تجاويف برك نعومة

عطّرت عصائري

بكل ريح غريب معلّب

من وراء البحر أتى

وعن نشيدي تصاممت

وعن شعلة حبّي

 تعامت نيزكا

كانت طواه الفنا ..ء

قوس قزح كفكف

دمعه متحسّرا

 خجلا في الآفاق  تبدّد

وأبت إلى كهفي

 من بعيد

تبسّم لي وانفرج

 في الرّكن جثوت على

أقلامي الخمسين حضنتها

وجدتها تئن أنين الثكالى

توجّع النّمل في ممالكه

بكى لحالي تألّم

والدّمع في مقل الأقلام

تفحّم حجرا صار أصلد

والطّير على باب المرقد

 ناح يا حسرة على بصر

 ضاع منك

يا أسفا على آذان

 أترعتها بأحلام خواء

عبيد المدينة تاهوا

أرضهم قفر تجرّد ت

منهم تشرّدت

لن يبلغوا منها مخرجا

ولن تتجلى لهم

الجنّة في متاههم

حتّى يتجرّدوا

 من كلّ زيف

لفّهم ونفاق ورياء

 بشير عجالة  8/10/2011

 

 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2011 بواسطة savou

ساحة النقاش

البشير عجالة

savou
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

31,330