يا لتعس الأيام ماذا جرى؟!
استعبدتها بالأمس قلبي
فتوّجتني على عرش أنوثتها
ملكا مظفّرا
هذا دمي لك شراب إن ظمئت
وهذا لحمي إن اعتللت لك دواء
وهذا البياض المتوهّج في جسدي
لك وحدك في ظلمة الزّمان ضياء
وهذا العرق المتدفّق من بدني
لك مغتسل من وهن الأيّام إذا
أبت إلى جنّتي بعد ضلال وإعياء
إذا الرّوح أضناه الترحّل في الطبيعة
أرهقه الوجد
أترعه اليأس
هدّه العناء
يخفّف عنك ما ثقل به
عمرك كَلَّ وناء
وهذه الشّفاه تتورّم
مرحا لريحك
تتمدّد تتقلّص
لتلتفّ في طيّاتها
شفاهك تقيها
صقيع جليد قارض
سعير حرّ لهاب
اشتدّ في الرّمضاء
وهاتان الرّمّانتان تكنزان
لك رحيق الزّهر
شهد الطّبيعة الأنثى
سعادة وهناء
ترقصان لمقدمك طربا
تتطاولان ناظرتان مرآك
كلّ الفصول صباحا ومساء
جدولا حبّ للسّعادة منبعا
رقّّة وصفاء
ملاءتا حرير نعومة
مراح لخدّك متّكآ
عينايا لك
إذا مسّ جوهرتيك ضرّ
يكفيهما أن تتّخذا
من محيّاك مرصدا
نجمتان تتلألآن من المجرّة
في كبد السّماء
وهذه الضّفائر
سأغذّيها لك
بكلّ بلسم وشفاء
لتغدو لك وثير المخادع
مفترشا دثارا وغطاء
لك كلّ شيء
وهبنيه اللّه جلّ وعلا
ولك نصيبي من الشّمس
نورها ودفئها والضّياء
والبدر المنير باسقا
والماء الزّلال والهواء
لك حدائقي وبساتيني
عبقت بأريج نضجها
بكلّ لون توشّت
غرّد طيرها
عانق الفضاء
وزهرها وعبيرها
وفراشها البديع
وأجواق الغناء
هنا لا ضيم لا جوع
لا شقاء لا هجر
ولا جفاء
يا لتعس الأيّام ماذا جرى؟!
أيّ أذى أصاب حبيبتي؟ !
أيّ بلاء؟!
أيّ حماقة ارتكبت؟!
أيّ تفاحة أكلت
أخرجتني من فراديس جنانها
بين وعر الشّعاب رمتني
في الفيافي القفر
في أرض خلاء
لا عودة لك
لا أمل بعد اليوم
لا كفّارة ولا قضاء
ته فيها
ما بقي لك الزمان
لا منّ لك
لا سلوى
لا رسل لك
ولا أنباء
محرّمة عليك
ممالكي
موصودة أبوابها مغلّقة
لغيرك ستفتح
بلا قدر نكاية
لك الحزن
والغمّ لك البكاء
لك الألم والتّعاسة
لك الحزَن والشّقاء
خفّف اللّهمّ عنّي
ما بقي في الصّدر نفس
خفّف يا مجيب الدّعاء
بشير عجالة
8/8/2011
ساحة النقاش