إنّ المتباكين على سقوط نظام بن علي لايفهمون ولا يفقهون حقيقة ماجرى وفاجأتهم الثورة كما فاجأت فرنسا وأوروبا بصفة عامة والولايات المتحدة وفاجأت حتى الكثيرين من التونسيين أنفسهم ولم يصدقوا في يوم ما إنهم سيفعلون ما فعلوا وأنهم يسقطون كل مخاوفهم وسيخرجون إلى الشارع نساء وأطفالا وشبابا يذودون عن الكرامة والحرية لكل عربي وكل محب للحرية
فاجأت الثورة خاصة أولئك الذين ادعوا أنهم صنعوا ثورات عظمى والحقيقة أنهم ما ثاروا بل انقلبوا انقلابات لصوص على لصوص أسوأ منهم فسرقوا ثورات شعوبهم قبل أن تنضج وقبل أن تحصد الشعوب ثمار نضالها ومعاناتها عن طريق الانقلابات و والمؤامرات ثم اظهروا وجوها قبيحة وبشعة أمام شعوبهم فعادت الشعوب إلى خنادقها تتجرع الآلام وتمني النفس بأن يتورّع القادة الجدد عن الظلم و السرقة ونهب الأموال وهتك أعراض الناس ولكن ظلوا يعيثون في الأرض فسادا وينصبون أنفسهم مصدرا وحيدا أوحد للرؤى السّديدة الصالحة والبرامج التنمويّة الناجعة الرشيدة وكانوا في أغلبهم يستوردون تلك السياسات من دوائر استعمارية ورأسمالية كريهة الرائحة فأعطوا كل شيء تقريبا لشركات مشبوهة أو استعمارية ولسلالات المستعمرين المباشرين وشغلوا شعوبهم أيد} عاملة رخيصة عشرات العمال مقابل أجرة عامل واحد أوروبي ويبيعون منتوج العامل العربي في بلاده بثمن أعلى مما يباع في أسواق أوروبا ويزدادون ثراء ويزداد العمال فقرا وأعطوا ثروات شعوبهم للمستثمرين الأجانب بلاثمن تقريبا وأعفوهم من المساهمة في ميزانيات الدول عن طريق الرسوم الضريبية حتى لايهربوا وعوضوا ما يحتاجونه من مال لخزائنهم من قوت شعوبهم ونشروا الفساد والرشوة والمحسوبية واستقووا على شعوبهم بأنظمة البوليس المدعوم من الخارج وقد فضحت الأيام الأولى للثورة في تونس ذلك وظهر المرتزقة يساعدون نظام الحكم البائد على ترميم نفسه من خلال قتل الأبرياء
القادة الذين يتباكون اليوم على نظام بن علي والذين يتوعدون شعوبهم بالويل والذين يحاولون أن يظهروا أن في تونس كارثة وانفلات وتدهور وحتى مجاعة وإجرام لإخافة شعوبهم والذين يحاولون شراء شعوبهم ببعض النقود القليلة أو تجميد الأسعار إلى حين هدوء العاصفة ..إنما يزيفون الحقائق ونقول لهم إن من يحاول إثارة الذعر في الشارع هم أزلام النظام السابق وهم قلة قليلة جدا ولولا وسائل الإعلام المنفتحة أخيرا على أبوابها والتي ساعدت الشعب التونسي في ثورته لما علم بهم أحد والشعب يطاردهم وهم يهربون كالفئران المذعورة يريدون الفرار بكل السبل لأن بقاءهم سيقودهم حتما إلى العدالة بملفاتهم القذرة
والشعب التونسي عشرة ملايين كلهم نفس واحد الآن يحبون الحرية ويقاومون كل الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب وسيسقط الفجرة من حزب الدستور وسيطهر نفسه منهم وسيعود إلى حجمه الطبيعي وسيساهم بمن فيه من وطنيين في مسيرة بناء تونس الحرة
نطلب من القادة المتباكين على نظام بن علي الاستعداد للعاصفة قدر المستطاع ولن ينجحوا وسيسقطون سقوط أوراق الخريف فليعملوا على إبقاء بعض ماء الوجه ويسلموا للشعوب مصائرها بالحسنى ونحن في تونس على ثقة من أنهم لايقدرون على ذلك لأنهم يسيرون من مراكز المخابرات العالمية التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية
القادة الذين هم مجرد أدوات تدار بها الشعوب آن لها أن تفهم الدرس وتعيه فالإنسان العربي فهم وأيقن أنه لن يموت قبل أن يحين أجله وإذا سقط فإنه يسقط شهيدا طاهرا في سبيل قيم الخير والحرية والعدالة وإعلاء كلمة الله ودحر مخططات الشيطان وقوى الشرّ
ونؤكدلهم أن ثورة تونس لن تسرق بعد الآن وسنبني تونس قوية منيعة وسيقبل أبنائها على العلم بإرادة وعزيمة فذة وعمالها على الإنتاج بعزيمة أوفر فكفوا عن البكاء والامتعاض أواللامبالاة أو التوقّي وانتظروا مصير بن علي
ساحة النقاش