<!--<!-- <!--
حلمان وتوقعات
لاأدعي أنني عراف ولاعلم لي بالعرافة وما كنت لأنشر هذا الكلام إلا بعد ترو وأقسم وبشرفي على أن ما أنقله هو صادق وما حدث معي بالضبط وقد صارحت زملائي من المربين وأفراد بتفسيري لما رأيته في حلمي وتوقعت ماسيحدث وقد اتفق الكثير منه وما دفعني لأنشر الحلم الثاني هو قناعتي بأن مارأيته كان قد حدث وعلى الوجه الذي توقعته فهل يمتلك عقل الإنسان قدرات تحدد له شيئا من مستقبله في شكل رموز قد يفهمها إذا تأمل جيدا فيما يراه فأنا لست متكهنا ولا أومن بالكهانة والعرافة قد يكون ماحصل معي مجرد صدفة لذلك ومهما كان التفسير فأنا سأنقل مجرد حلمين في وقتين مختلفين ....
الحلم الأول
كان ذلك في الأسبوع الأخير من عطلة الشتاء الدراسية ونحن نستعد لتوديع العام 2010 وانتظار العام الجديد 2011 وسط الأحداث التي تمر لها بلادنا تونس العزيزة
كنت نائما في غرفتي وخرجت منها إلى فسحة في البيت وكانت متسعة ورأيت عددا من الناس لاأعلم عددهم ولا أذكر وجوههم وكانوا في هرج شديد ووعيد وصخب وكان في غرفتي مكتبي والتي تحتوي على حاسوبي المعطب لاأقدر على تعويضه ولا إصلاحه للحالة التي نعيشها وبها مجموعات كتبي منقذتي في أوقات فراغي ومنفذي إلى فكر الآخرين –كلب ضخم ابيض به بقع كثيرة من السواد وكان الكلب مكسور القوائم الأربع ووضع في كيس بلاستيكي شفاف كبير وكانت فوهة الكيس مفتوحة والكلب لايقدر على الوقوف ولاحتى يحاول ذلك بل كان يزحف ورأسه مرفوع ويجر معه الكيس في حركة غريبة ويدور داخل المكتب في حركات دارية متتالية وكان وكأنه يترصد محاولة الخروج ويجدني وأولئك الناس أماه وهم في أخذ ورد ووعيد وبعد لأي زحف الكلب إلى مكان آخر خارج المكتب واستمر الحشد في هيجانهم ولا أذكر لماذا كان الصراخ فكل ما أذكره أنني اهتممت بأمر الكلب أكثر مما يحدث في منزلي وحتى مكتبي وعلى حين غفلة من الجميع زحف نحو المطبخ وينفتح منها منفذ خلفي للمنزل يؤدي إلى الجهة الغربية واستغل الكلب الفوضى العارمة والهرج لينفذ بجلده ولكنه زحف واستمرت أرجله المكسورة واستمر الكيس المفتوح الفوهة يلفّه وتدرج من الباب إلى الخارج وتوجه شرقا زاحفا وبمجرد وقوعه خارج الباب والمنزل ارتفعت سحابة من الحشرات الطفيلية التي تعيش على الكلاب والمعروفة عندنا في تونس "بالشعران"وفرت تاركة يصارع للخروج من مأزق الكيس الذي وضع نفسه فيه وكانت الشمس في تلك الساعة تقارب غلى الغروب فالحشرات الهاربة كانت واضحة وهي تعلو هاربة والشمس تفصلها بضعة أمتار وتختفي وراء الجبل واستيقظت ووجدت نفسي أفسر حلمي بأن النظام الحاكم في تونس هو الكلب الذي رأيته وأنه سيسقط ويتحين الفرصة للهرب والخروج من المأزق وأن الذين يمتصون دمه سيتركونه وحيدا ورويت ذلك لأسرتي وكدت لزملائي أن النظام سيسقط قريبا ولكن يصدقني وأما مادعاني لأقول هذا فهو مارأيته البارحة وبالضبط ليلة العشرين من حانفي 2011 والنظام التونسي قد سقط ويتواصل الصراع على السلطة بين الطيافالمختلفة.....
الحلم الثاني
بدا لي أنني تركت غرفة نومي البارحة وتركت بها زوجتي وخرجت إلى قاعة فسيحة في مبنى لايشبه منزلي وله باب كبير ومرتفع وهناك وجدت فتاة لايمكن أن يتجاوز عمرها السابعة اوالثامنة عشرة جميلة ذات قوام رشيق وبشرة مشوبة بسمرة قمحية ترتدي سروال دجين باهت اللون وصدارا صوفيا يميل إلى الصفرة وتسدل شعرها ضفيرة واحدة وطويلة تنحدر على الجهة اليسرى من صدرها وكانت تهم بعمل ما ...أضمرت لها شهوانية ومحبة لاأعرف سببها وكانت الفتاة جميلة بمقاييس الجمال عندي جمالا طبيعيا أسرني وجعلني أساعدها إذ تبين لي أنها تتجه إلى غرفة مغلقة ومن لايساعد فتاة شهية لم تكن تضع أية مساحيق ولم تكن تلبس ملابس ثمينة ولاحتى تبرز مفاتنها وتقدمت أساعدها وفتحت لها الغرفة فخرجت منها امرأة غليظة الملامح طويلة القامة قوية البنية لاأظن أن لها من الأنوثة إلا الملابس التي ترتديها وكانت عبارة عن سترة من الصوف نصلت ألوانها وتنورة تتجاوز الركبتين بقليل وكان لون الملابس يميل إلى البني وكانت المرأة وكأنها تعود من حقل أوعمل مرهق فلاشيء عمدها مرتب وسحنتها تبدو متوترة شاردة لاتعلم ماذا تفعل وولاتحير جوابا ولم تقل المرأة شيئا خرجت المرأة من الباب القبلي وأوصدت الباب خلفها وبقيت والفتاة بالداخل لكنها عادت بقوة غريبة واقتحمت الباب الكبير المغلق وتصديت لها وانخلع الباب وكاد يسقط وانفرج انفراجا كبيرا لكنه ظل مشدودا إلى القفص من الأسفل ولم يسقط واندحرت إلى الخلف ومعي الفتاة واجتهدت وإياها على طرح المرأة على منضدة خشبية ومددناها عليها وكانت تخبرنا أن ببطنها طفلا سينزل وعريناها ورأيت يدا تمتد من بين فخذي المرأة بطول ذراع تقريبا يدا بيضاء رقيقة ذات بياض شديد ومن الأسفل يدا أخرى خائرة واندفعت الفتاة نسحب اليد ونساعد الطفل على الخروج إلى النور ولكنه قاوم وقاوم وتحول إلى شيء غريب تحول أحول إخطبوطا كبير الرأس متعدد الأذرع في طبقات كثيرة تختلف الأذرع من الأعلى غلى الأسفل في الطول والسمك وانطلق الإخطبوط المارد والذي يتجاوز ارتفاعه المتر متجها إلى الخارج ثم اختفى واختفى المشهد لأجد نفسي في مكان مختلف تماما بمحاذاة الطريق العام وعلى جسر ترابي وبه شجرة يبدو لي أنها شجرة تين أو شجرة أخرى وبالقرب منها حشد من الناس وعلى الجسر الترابي المعروف عندنا بالطابية رجل مسرح معروف جدا بتونس وكان ممدا على الطابية وكأنه يفقد وعيه أو أنه يحتضر والناس يميلون إلى موته لذلك بسطوا عليه برنسا صوفيا ومددوه بموازاة الطريق ومضوا في حال سبيلهم ومضيت معهم باتجاه الشرق وولجنا بقايا حقل به بقايا زياتين مسنة قد نجت من موت محقق نتيجة سنوات الجفاف التي مرت بها الجهة والتفت متسائلا إن كان قد مات فعلا أم هي مجرد غيبوبة سينهض منها بسرعة و شق الفضاء بصرخة مدوية وقلت الم أقل لكم إنه لم يمت وانتفض وانتفضت سحابة من الحشرات التي رأيتها في الحلم الأول وارتفعت ولكن هذه المرة بمحاذاتها سرب كبير من العصافير الصغيرة واختفى المشهد والحشرات تهرب وافقت ووجدت نفسي مباشرة أفسر حلمي وأتوقع الخير والشر في الآن ذاته ولكن ستنتصر حرية شعبنا حقا وأظن أن السلطة المتغلغلة "الإخطبوط " ستهرب و سيهرب مصاصو الدماء كذلك عندما ينهض رمز الثقافة الوطنية ويستفيق من غيبوبته والله أعلم
رب احمي بلدي من شرهم وأعن شبابنا على دحر اللصوص وبناء تونس المجد والحرية والكرامة
ساحة النقاش