ذات خريف يائسٍ تبدّد

عبد البصير  العربي ّ تمدّد

في ركن دار على حصير أسود

رفع يديه إلى السماء تعبّد

ياخالق الكون لغيرك لن أسجد

مُدَّني بالعون مُدَّني يامجيب النداء

....................................................

وفي حلكة ليل طويل سرمدا

هبّ ريح عابث قد ردّد

هذه الدّار أنا لها سيّدا

 وهذه الأرض وهذا المدى

 وهذا البحر وهذا الهوا

 وحتى ذاك الحصير البال الأسْودَ

ودس ّقرونه في الخراب استشعر

بعض دفء من سراج قديم فارتعد

فأطفأ نار عبد البصير التي قد أوقد

وتركه في ظلمة اللّيل مقيّدا

..........................................

لانور لك غير صوتي

ولاحقّ لك قبل موتي

 ولاخيار لك هذا بيتي

 لاشيء لك من دوني ...

من هنا فصاعدا

........

 وحده صعد ....

وحده مصى ....

وحده قرّر

وحده مشى وحده جاء

وحده وحده لبّى الندا...

..........................

أوهم الدّ نيا وأعلن ...

قد جعلت عبد البصير سيّدا

واسثمرت داره والحصير الأسْوَدَ

وسيظلّ تحت جناحي ...معزّزا مكرّما

أحميه من الزمان إن هو به ....غدر

فأنا مصيرهُ وأنا القدر...

.........................................

ومرّ خريف وحلّ شتاء

تزوّج عبد البصير وأسكن

أمّ العزيز ..فأنجبا..

وربّاه وعلّمه فأحسن الأدب

نما ترعرع ...تجدّد

صارفحلا عامرا تهواه النّساء ..

ورجّه العَوَزُ  وأضْناه البكاء

رفرفت أحلامه  لفظتها الأرض وردّتها السما

تهاوت  على الرّصيف تحطما

 وأضرم نارا في قلبه وألهبا

حتى غدا صوته المحترق

أصدق وكالة انبا...

تعلن أن الفقر ذل و همّ ومفتاح شقا

وأنّ البؤس نجاسة ولعنة حمقا

تطهروا منها بحجر أو نار أورشّة ماء

ولاتعبدوا إلاّ الله وحده

مالك الأرض والسما 

واهجروا الفسّاق  رياح الجيف 

أبناء الزّنى

 وتزاحموا تراحموا

مالكم غير الله سيّدا ... سيّدا.... سيّدا

 البشير عجالة 28/12/2010................