لصوص في حياتي !

بقلم ساره الدوري \ 

 

 

جلست بمقعدي المنهلك من الوقوف بين ساحات الانتظار 

الشاهد على رحلات الذهاب والاياب بمطار يضج بعجئة البشر رغم مساحته الواسعه , اتصفح كتبُ ولا آقرء منهآ شيء 

لمحت طفلا صغيرآ مارآ 

بسرعته القصوى امام مقعدي ويتطاير خلفه رجل منقطع الانفس منهلك من شدة السعي وراءه

ثم صرخ قائلآ : توقف أيهآ اللص والا أبلغت رجال الامن عنك ! 

دهشت من قول هذا الرجل !! و هربت انظاري فضولا الى يدي الطفل الصغير لاراه يحمل بيده علبة شوكولا وحلوى ,

ضحكت في نفسي وتهاونت بهم كثيرآ 

ثم أغلقت الكتاب الماكث بين كفي ورميت به جانبآ و أخرجت نقودآ من حقيبتي واتجهت خارجآ لشراء باقة ورد 

استقبل بهآ أشخآص آتعبني بعدهم حد الهلاك , 

مشيت .. ,

ومسامعي تراقب حكاية اللص الصغير والرجل الراكض خلفه 

وبين برهه زمنيه وآخرى أترقب ساعتي اليدويه

وكأن راحتي تسلب مني دون أن ائبه لذلك .. 

وموعد قدومهم تأخر كثيرآ ..

وبعد سهوآ عنهم 

عاودت عَدمَ ضجري بمتابعة قضية السرقه الصغيره !

فوجدت عاصفه من الفوضه والضجيج وحشد من النآس يقف كدائره مغلقه , فركضت لآرى ما يولد داخل هذا الحشد ! 

وأذآ به الطفل يبكي متوسلآ لرجال الآمن بينما كانوا قد قيدوا يداه الصغيرتين بسلاسل حديديه وآخذوا يسحبون به 

بكل قواهم , 

ثار غضبي عليهم ثم قلت : ماذنبه لتتعاملوا معه بهذه البشاعه ! الا ترون أنه طفل صغير ! 

رد أحدهم : كان يحاول السرقه ! وظيفتي ان انقي المكان من هولاء الحثاله مهما كانوا ! 

سألته : وان دفعت لك غرامه جزاء محاولته تلك ، أتتركه وشأنه ! 

آجابني صمته واسترخاء ملامحه الثائره , رميت بالنقود عليه مردده في نفسي : يتوجب تنقيه هذا المكان من حثاله كأمثالك أنت ليس غيرك ! 


اخذت بالطفل الى الخارج واجلسته بقربي وحدثته ماسحه على رأسه الصغير برقه : يآصغيري آخبرني من آين أنت ! 


قال : أني عآمل عند عائله مآ , وغادرت للتو هذا البلد وجئت هنا لأساعدهم بنقل الحقائب . 


قلت : ولم كنت تحاول السرقه أذآ ! 

الم يعطوك آجرة عملك ! 


قال : لم يدفعوا لي شيء , قالوا بأنهم مسافرين وليسوا بحاجة لي بعد اليوم , الجوع آهلك خافقي وأغرتني علبة الشوكولا 

وحينما حاولت اخذر قطعه منها لحق بي الرجل ولم استطع التراجع حينها خوفآ ان يمسكوا بي رجال الامن . 


يأرجحني كلامه الثاقب للقلب ويأخذ بي لحقائق لم ادركها من قبل ! 

نظرت الى يدآي بينما يتوسطها المبلغ الذي اخرجته لشراء باقة الورد وبالحظه ذاتها اراقب ساعتي اليدويه

متردده كثيرآ , 

آجالس طفل صغير أتهموه باللص ! وهو لم يسلب منهم شيء 

غير ان عصافير معدته اقتحمت اجزائه وخرجت لالتقاط قطعة حلوى صغيره , 

أذآ بماذا أتهم أولائك الذين سلبوا مني ضحكتي وسعادتي 

وبهجة أيامي ! 

بماذا اتهم اولئك الذين يطلبون ويطلبون ويطلبون مني 

ولا شيء أجده منهم ! 

بماذا اتهم اولئك المبتعدين عمدآ والقادمين جبرآ لظروف ما تصادفهم ! 

بماذا اتهم اولئك الذين سلبوا مني راحة البال 

فتجسدهم أهاتمامي بكل غباء ! 

هم لصوص بواجهة واضحة 

لصوص في حياتي لا أكثر .. ! 


أذآ قررت , أدرت ظهري ومشيت أنآ وذلك الصبي 

يدآ بيد , سأسرق منه حزنه , وهو سيمنحني السعاده حين آرى ابتسامته البريئه .. 

مشينا معآ , أشترينا الحلوى واكلنا معآ 

ثم الصقت قبله شكر وامتنان على خده الصغير ورحلت

بحكمه جديده وقرار جديد 

" لا لصوص بحياتي بعد اليوم "

‫#‏بقلم_ساره_الدوري‬

للحتميل 
pdf
من الملفات المرفقه اسفل الصفحه 


 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 507 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2015 بواسطة saraalabdulla

الكاتبه العراقيه ساره الدوري

saraalabdulla
كاتبه وروائيه عربية عراقية الاصل , مسلمة الديانه شاعرية الحرف , طالبة في كلية الطب .. fb/sara.doury33 insta/sara.aldoury twitter\duory »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

37,641