الكاتب سميرالقط يكتب ...إشارة حمراء لبزوغ الفجر

لاشك ان تلك الاحداث التى مرت بها مصر على مدى اكثر من عام بعد الاطاحة بمن كان سبباً رئيسياً فى وئد احلامها وقهر شموخها وتشوية هويتها على مدى تلك الاعوام التى تولاها هو ومن عاونوه على ذلك ، لاشك انها وبعد هذا المخاض الذى ازاح به ، وكشف عن جرائمه التى انتهكها فى حقها وحق شعبها ،ليجعل منهم وهم فى كامل قواهم العقلية والبدنية مغيبون وفاقدى البصر ..نهب من ثرواتها مانهب ، وسرق منها ماسرق ، واستطاع ان يبذر بذور الفساد فى كافة مناحيها وارجائها فانتشرت الرشاوى ، وسادت المجاملات والمحسوبية ، وعم الاستبداد ،وطغت صور العبودية المقنعة فى عصرها الجديد ، فتحكم اصحاب الجاة والسلطة والنفوذ والمال ليحتكروا كل الثروات دون ادنى مُسَاءلة او اعتبار لحقوق هذا الشعب الذى اصبح مروضاً على ابتلاع المر، واحتمال الهم نظير اعبائه الثقال التى كانت تتزايد يوما بعد آخر مع تزايد صفقات اصحاب الذمم الخربة والدناءة والجهل العلمى والادبى فمنهم من كان راقصا ومنهم من كان جاهلاً ،ومنهم من كان لصاً ذو سوابق ومنهم من كان مرائى ، ومنهم من كان افاقاً ومنافقاً ، جميعهم يجمعهم شئ واحد ، وصفة واحدة الا وهى الفساد الذى كان معياراً للابقاء على هذا او ذاك ، فلا موقع للشرفاء ولامكان للاوفياء ولامجال للانقياء الاتقياء لاشك ان هذا الشعب الذى تجرع كل كؤوس الهوان والذل على مدى تلك الاعوام الكئيبة ولاشك ان تلك الدولة التى نهش جسدها وتعالت صرخاتها وفاض بها الكيل والمكيال قبل وبعد الثورة فى جاجة ماسة الى اعادة لترتيب جميع الاوراق لاعادة البناء وتطهير الاداء قبل كل شئ . ان القيم والعادات والتقاليد ومن قبلها الاخلاق اذا مافقدها اى شعب فقد معها كل شئ ..فلا هوية لاى شعب دونها ولامصير لاى دولة دونها .ولنا فى ذلك من الامثلة الكثير ولعل مايحدث حولنا من ارهاب وتعصب وتفكك وانحلال واستغلال فى بعض الدول المجاورة وبعض دول العالم الثالث ماهو الانتاج حقيقى وملموس لغياب الاخلاق والقيم والعادات والتقاليد بتلك البلدان وتخلى شعوبها عن هويتهم الحقيقية نظير حفنة من الاموال او نظير تمتعهم بنفوذ سلطوى حتى وان كان ضد القانون .ان مصر وشعبها فى جاجة ضرورية وماسه الى اعادة بذر ممن شأنه يطهرها مما علق بها من دنس على مدى تلك الاعوام من رشاوى واستغلال واستبداد وقهر وذل ولن تزل تلك الصورالقاتمة الا بتكاتف الجميع وراء القيادة اى قيادة لاعادة ماكان عليه هذا الشعب منُ طُهر ونقاء وزود وتضحية وجب ووآم وترابط واخوة وكافة العادات التى كانت فى يوم من الايام محط اعجاب وثناء جميع شعوب العالم، وكانت فى ذات الوقت سمة من سمات هذا الشعب الذى اطاح بكل الطغاة وانار الارض بعلمة وحضارته على مدى عصور وعهود كانت ولاتزال محفورة فى التاريخ القديم والحديث