ماحدث فى امبابة ، وللمدرك والمتعقل لطبيعة الامور والاحداث والمتفحص لحقيقة الاشياء سيجد ان هذا الحادث كان متوقعاً وقوعه مع اختلاف الزمان والمكان وبنفس السيناريو وقد يكون بنفس الاخراج ..،اذ تؤكد الشواهد العينية والعقليه والتى تناقلتها وسائل الاعلام وافرط فى تحليلها اصحاب الفكر والرؤى ومع اختلاف اتهام الاصابع ،ومع تباين المانشتات والسياسات المتحكمة فى النشر داخل اروقة تلك الوسائل ..سنجد انها جميعاً قد اتحدت فى شئ واحد الا وهو ظهور السلفية على الساحة المصرية والدينية فى مصر وبروز نشاطهم بشكل ملحوظ خلال الايام الماضية فبعد احتكاكهم مع الصوفية وما سبقة من حادثة قطع الاذن ..واشارة اصابع الاتهام اليهم ايضاً فى احداث عدة منها كنيسة صول باطفيح ومسجد النوربالعباسية ثم ما تلى ذلك من (قصة اسلام كامليا ) وتصعيد كل ما يشير اليها عبر جميع الوسائل وهدوء الامور بعد قرار النيابة باستدعائها حتى تفجرت احداث كنيسة امبابة وماتلاها من حرق لكنيسة العذراء وبعض المحلات والمنازل بالمنطقة
الغريب فى الامر ان المتأمل سيجد وعقب كل حادثة النفى المطلق لأقطاب ذلك التيار عن توجية اى اتهامات اليه وتأكيده على انهم يربأون بأنفسهم عن فعل ذلك ،ويؤكدون برأتهم من هذه الافعال..
اما المتابعون لاحاديثهم المنقولة عبر قنواتهم الفضائية سيجد كل ماهو بعكس ذلك تماما ، كما ان المقربون منهم سيلمس تأييد افرادهم لمثل هذه الافعال
واذا ماأخذنا بكلامهم واتهامهم للبلطجية والمرتزقة وفلول النظام كما صرحوا واعلنوا مؤخراً وجماعة الاخوان المسلمين وغيرها ..واذا ماسلمنا بذلك ، فلنا الحق ان نتسأل اذا كان هناك بلطجية او مرتزقة ،وكما نعلم جميعاً ان مثل هؤلاء يعنيهم فى الدرجة الاولى الاموال التى ستدر عليهم بتنفيذهم لتلك الاعمال لان هؤلاء يعملون نظير اجر هو بالاصل المصدر الاوحد لهم ولحياتهم الباطلة
دعونا نتسأل وبصوت عالى ..من الذى دفع بهم لفعل هذا ؟ ومن الذى اشتراهم بامواله ، ان التحقيقات السابقة لم تسفرعن اتهام شخص بعينة والا لكان سيعلن عن اسمه وسيسبق ذلك محاكمته ، واذا كنا نتكلم عن تيار بعينه يريد فرض رأية بالقوة على المجتمع ،فان ذلك يتطلب منا امرين لاثالث لهما العقلاء من هذا التيار يتحاورن على مائدة اولى الامر، والجهلاء منهم يُردعون فمنهم من هو جدير بالاحترام لرجاحة فكرة ووسطيتة المنهجية ،ومنهم من هو دون ذلك
ورغم احترامنا وتقديرنا للمجلس الاعلى للقوات المسلحة و لحكومة الدكتور عصام شرف وما اتخذ من قرارات وبيانات لتفعيل قوانين البلطجة والشغب وتأكيد الضرب بيد من حديد على كل من يضر بأمن وسلامة مصر وما تم من القبض على 190 متهم بتلك الاحداث الاخيرة ، الا اننا نرى وكما يرى بعض النشطاء والحكماء ان ذلك ليس بكافى حتى وان تم اعدام هؤلاء سنجد النار لاتزال مشتعلة تحت الرماد تنتظر لحظة الانطلاق من جديد لانه لم يتم كشفها ولم يتم اخمادها بالفعل قد يسألنى سائل وما الحل او العلاج وبشئ من الروية اجيبة ان العلاج والحل يتمثل اولاً فى عودة احترام المؤسسات القضائية والقانونية والشرطية لاعادة هيبة الدولة لمكانتها فما كان من فعل سواء على صعيد الاضراب او الاحتجاج او المطالبة بشئ لايفيد او عدم الرضا عن تعيين شخص ما الا بسبب تداعى هيمنة الدولة واهتزاز احترام المؤسسات .
يتؤام مع هذا ضرورة احتضان المؤسسة الدينية الاولى فى مصر وعلى رأسها الازهر الشريف لجميع التيارات بما لديها من افكار سواء كانت صوفية ، او اخوان مسلمون ، او سلفية ، او جماعة اسلامية ، او ..او وغيرها ،ليتم توحيد الكلمة ومن ثم توحيد الصف ثم بعد ذلك ومن خلال منظومة عمل فكرى يتم احتضان اقباط مصر وبحث شكواهم بمنتهى الشفافية وبعيداً عن القبلات وتبادل كلمات الود والترحاب وخلافة
هناك امور خفية فى جميع التيارات الاسلامية تجهلها التيارات الاخرى وكذا هناك مايتم اخفاؤه لدى الاقباط ، كلٌ يخشى الطرف الاخر ، وكلٌ يتعامل مع الآخر بحرص شديد قد يوصف بالدهاء ، ان تلك المرحلة التى تمر مصر بها الآن وما كان من تغير يأمله الجميع فى كافة القطاعات لهو ادعى ان تترفع تلك الجهات المسئولة فعلياً وعملياً عن كافة مايعوق مسيرة حب الوطن فمصر باقية والديانات باقية والاصول باقية اما الاشخاص فإنهم زائلون..زائلون
المصدر: التحرير
نشرت فى 9 مايو 2011
بواسطة samirelkot
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
149,584
ابحث
سمير القط
جريدة وموقع مصرى يحترم مؤسساته الوطنية وتقاليده المصرية و يختص بالكلمة الصادقة والعمل الجاد ..والحرف البناء للعقل والوجدان يحترم العقول ويحترم الاديان والاوطان و ينقل المعلومه والخبر الصادق للجميع، ويتواصل باقلام القراء الجادة ..معكم وبكم ومن اجلكم كانيحرره نحبه من المحررين الوطنيين الشرفاء (تنوية) الاخبار التى ترد الى الصحيفة للمشاركة »
ساحة النقاش