إلتَقَيْنَا لَيْتَ أنَّا ما التَقَيْنا
لَيْتَ أنَّا ما ائْتَلَفْنا فاصْطَلَيْنا فالفِراقُ الآنَ للنِّيرانِ صُنْوٌ الفِراقُ الآنَ لَنْ يُبْقِي كِلَيْنا شَاءَتِ الأَقْدارُ رَمْزاً فالتَقَيْنا نُقْرِئُ الدُّنْيا مِثالاً إذْ سَمَيْنا إذْ تَفَرَّدْنَا فَما جَادَ الزَّمَانُ قَبْلَنا أوْ حَوْلَنَا بِما حَوَيْنَا شاءَتِ الأَقْدَارُ بالجَّمْعِ الفَرِيدِ في سَماءِ الحُبِّ طُفْنا وارْتَقَيْنا بالقُلُوبِ الخاشِعاتِ الرَّاجِياتِ وَحْدَها كانَ اللِّقاءُ ما عَصَيْنا بالعُيُونِ الحَانِيَاتِ الحالِمَاتِ وَحْدَها كانَ الوِصَالُ ما عَدَيْنا وَارْتَمَيْنا في مُرادِ الوَجْدِ مِنَّا فارْتَشَفْنا لَذَّةَ الوَصْلِ الهُوَيْنا لمْ نَدَعْ مِنْها لِكُلِّ النَّاسِ فَضْلاً فارْتَوَيْنا فانْتَشَيْنا فارْتَضَيْنا وامْتَلَكْنا كُلَّ ما كُنَّا اشْتَهَيْنا حِقْبَةً فِيها مَلأْنا راحَتَيْنا إلتَقَيْنا إذْ أَرادَ الحُبُّ فَخْراً إذْ أَرادَ رِفْعَةً علَى يَدَيْنا وارْتَجَى مِنَّا التَّبَنِّي كالغَرِيقِ إذْ رَأَى بَرَّ النَّجاةِ فاطْمَئَنَّ فاحْتَضَنَّاهُ بِمِلءِ الكَوْنِ شَوْقاً واحْتَضَنَّا هَلْ سُحِرْنا؟ ما دَرَيْنا فانْتَبَهْنا فإذا بالجَّمْعِ فَرْدٌ أيْنَ ما كانَ بأمْسٍ أينَ أينَ؟ قَدْ تَجاوَزْنا سَخافاتِ الحَياةِ واعْتَزَلْنا مَنْ علَى الأَرْضِ اعْتَلَيْنا واكْتَسَيْنا بالسَّحابِ إذْ سَكَنَّا وامْتِثالُ أَمْرِ بارِينا انْتَوَيْنا وافْتَرَشْنا عِطْرَ أحْلامِ الوِئامِ والمُنَى كُلُّ المُنَى جاثٍ لَدَيْنا والنَّعِيمُ حَوْلَنا زَهْرٌ يَفُوحُ بالشَّذَى الَّذي يُثِيرُ خاطِرَيْنا والوُدادُ تَحْتَنا نَهْرٌ يَجُوبُ بالمَكانِ الغَضِّ يَرْوِي ما اشْتَهَيْنا والأَمانِي فَوْقَنا طَيْرٌ يَطُوفُ بالأَغارِيدِ الَّتي تَرْنُو إلَيْنا شَمْسُنا دِفْئٌ وَلِيدُ الابْتِسامِ بَدْرُنا أَمْنٌ أتَى مِنْ ناظِرَيْنا والحَدِيثُ هَمْسُ أرْواحٍ لَطِيفُ لوْ يُبَثَُّ ألْفَ عمرٍ ما اكْتَفَيْنا ثمَّ شاءَتِ ابْتِلاءاً بالفِراقِ فافْتَرَقْنا والأَسى حِكْرٌ عَلَيْنا إلتَقَيْنا فارْتَقَيْنا واعْتَلَيْنا وافْتَرَقْنا لَيْتَ أنَّا ما التَقَيْنا لمْ يَكُنْ حُلْماً لأَطْفالٍ بِلَيْلٍ بلْ هُوَ ارْتِسامُ عالِي هِمَّتَيْنا هلْ تَوارَى خَلْفَ أعْرافِ الزَّمانِ لسْتُ أدْري هلْ تَهاوَى ما بَنَيْنا سُنَّةُ الأَيَّامِ آهٍ كَمْ أنَخْتِي مِنْ مَناراتٍ بِجَهْدٍ قَدْ عَلَيْنَ سُنَّةُ الأَيَّامِ آهٍ نَبْئِينِي هلْ تَوارَى نَجْمُنا هلِ انْتَهَيْنا حَدْسُ حُبِّي في الحَشا يُنْبِي فُؤادي تَنْتَهي الأيَّامُ عُمْري ما انْتَهَيْنا