وقفت امامها بعد طول غياب ... هل, هل انت انت ؟ هل انت حفا حبيبتي ؟ ووقفت مشدوها ! هل انت انت؟ وطرحت سؤالي هذا على ذاكرتي الزمان والمكان وذاكرة الحال . اما ذاكرتا الزمان والمكان فقالتا : نعم هي هي بشحمها ولحمها . واما واقع الحال فبقي صامتا لايتفوه ببنت شفة . اين قدك المياس وقوامك الممشوق كانه غصن بان او عود ريحان سقط سهوا على الارض من جنان الرحمن . هل انت انت حبيبتي اين جلستك الهادئة الحالمة بين المروج الخضراء اليانعة ؟ تكاد سنابل القمح تخفي ملامح وجهك العذب الرقيق اين ثوبك الابيض النقي ؟ من الذي ابدله بثوب مترهل, مرقع بالف رقعة ورقغة, كل رقغة تتنافر مع جارتها ’ شكلا وحجما ولونا. اما زال نسيم البحر يدغدغ وجنتيك الرقراقتين: فبيل الظهر وسعات الاصيل. اما زال معجنك مليئا بالمحمر والمشمر والمقمر؟ اما زالت خوابيك تطفح بالسمن والزيت والعسل ؟ اما زلت انت انت ؟؟ اما زال مكاني محقوظا بين احضانك الدافئة الامنة المطمئنة ؟ اما زلت اقدر ان القي براسي على صدك الكبير, ابثك احلامي وآمالى وافراحي واحزاني واشجاني؟ اما زلت انت انت ؟
وطاطات راسي ثم ادرت ظهري, واكنفيت بذكرياتي واحلام الطفولة والشباب. ومشيت وانا اردد واه عليك وآه منك يا قريتي الحبيبه ..