سؤال على لسان كثير من الناس : هل وصلت الامة على مر عصورها الى مثل هذه الحالة من التردي ؟ وهل هناك بصيص ضوء في نهاية النفق ؟ هذا سؤال يجيب عليه التاريخ الذي سيعود بنا الى سنة لا تنسى, الا وهي سنة 656وبالتحديد في في العاشر من شباط حيث سقطت عاصمة الخلافة الاسلامية ودرة تاجها , بلد الرشيد ومدينة العلم السلام ( بغداد) في قبضة التتار دون قتال حيث ان اخر خلفاء بني العباس(المستعصم ) جبن عن ملاقاتهم , واثر السلامة فجمع حاشيته وخرج لاستقبالهم وتسليمهم المدينة , فامر قائد التتار هولاكو بهم فقيدوا وذبحوا ذبح النعاج , ثم دخل المدينة فعاث فيها واهلك الحرث والنسل , واحرق الشجر والحجر واختلطت الدماء برماد كتبها فشكلت صفحة سوداء على مياه دجلة الناصعة. انطلق المغول بعدها الى دمشق عاصمة بني امية وكانوا كلما مروا على قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة, حتي اذا وصلوا دمشق فعلوا بها مثلما فعلوا ببغداد ثم تجهزوا لغزو مصر وشمالي افريقيا . كان في مصر في ذلك الوقت رجل لا ككل الرجال هو المظفر قطز الذي اعلن النفير و اصر على التوجه الى المغول وملاقاتهم قبل وصولهم الى مصر. حاول اشباه الرجال تثبيط عزيمته ولكن لا جدوى اجتاز البطل بجنوده سيناء ثم فلسطين حيث انضم له جند الشام الذين هربوا من بطش المغول . وصل الجيش الى سهل في شمال فلسطين اسمه عين جالوت , حيث دارت معركة رهيبة هرب فيها اشباه الرجال وصمد الرجال , ولما زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر اتى نصر الله , فهزم المغول وتقهقروا , وقضي على طموحهم , ثم ما لبثوا ان عادوا الى حيث اتوا . ومن المفارقات العجيبة ان المغول عادوا الى ديارهم مسلمين, وكان لهم الفضل في نشر الاسلام في اسيا الوسطى . كان هذ العصر في اواخر عهد الهجمة الصليبية على بلاد الشام وبيت المقدس والتي استمرت 200عام , كانت كل مدينة تشكل امارة معادية لأختها ومناصرة للصليبيين عليها . ثم كان الفرج ونهضت الامة وتوحدت بعد ان قيض الله لها رجلا لا ككل الرجال هو السلطان العثماني محمد الفاتح . طالت اوقاتكم