صادق الطريحي

بيت صغير للتواصل الثقافي والاجتماعي ، كل العالم هو صديقي ، مرحبا بكم

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

البصرة ـ العزير

فصل من كتاب (رحلة في السواد) الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة ناجي جواد الساعاتي لأدب الرحلات/ بغداد/ 2012

صادق الطريحي*

في البصرة أولا

     ذات صيف حار وصلت البصرة للمرة الثانية، أحسست بالرطوبة تملأ المدينة، كم كانت واسعة هذه المدينة التي أنجبت النحو البصري والجاحظ وواصل بن عطاء!!! هل كان بشار بن برد يسكن في شارع بشار حقا؟ وفي أي منطقة سكن الحسن بن هانئ بعد أن نزلت به أمه من الأحواز؟

     نزلنا في فندق الضيافة وهو أحد فنادق الدرجة الأولى في منطقة العشار، حيث المطاعم السياحية ومكاتب شركات الشحن البحري والمقاولات والملاهي ودور السينما والبارات والنساء ... تناولنا الغداء في مطعم شعبي في ساحة أم البروم بعد أن عبرنا نهر العشار، كان نهرا يحمل المياه الآسنة بعد أن كان الأهالي يشربون من مائه، كما روى كاظم الحجاج في إحدى قصائده ...

     حرصت أن اقوم بأول رحلة لي في البصرة، لا أدري بالضبط من أين انطلقت بطلة قصة (المئذنة) لكنني تتبعت مسار حركتها على الكورنيش، حيث شط العرب، كان كل شيء كما وصفه محمد خضير، خلا السيارة التي ترش الماء من شواربها، فقد اختفت مذ بدأت الحرب، وصلت إلى سوق البهارات، وقفت عند بائعي الأرضية، كنت أبحث عنها وكأنها تسير الآن، لأني اخترت الوقت نفسه الذي تجري به القصة، دخلت في زقاق ثم زقاق، وأسلمت نفسي إلى زقاق آخر، سمعت صوتا نسائيا لكتلة متوسطة من اللحم البشري الأسمر، قالت: تفضل عيني، من تريد! حسناء؟

     هل تحول أسم حسنة إلى حسناء!!! اقتربت من المرأة كي أدخل، شممت فيها عطرا رخيصا، لكنه فواح بعرض جسدها المختفي تحت ثوب خفيف، قالت مبتسمة وكأنها تعرف إنني لم أدخل بيتها مسبقا: يمة، خمسة وعشرين ألف، رسم الدخول!!!

     كم كان بودي أن ادخل، لكنني تذكرت إنني قد بكيت قليلا عند قراءتي للقصة، تذكرت أن الآيدز منتشر في مثل هذه المحلات، تذكرت إنني لا أملك المبلغ المتبقي كي أدفعه في الداخل، تذكرت إنني لا استطيع أن أكتب قصة أخرى، لأن محمد خضير كان قد كتبها في السبعينيات أو ما قبل ذلك.

البصرة ـ القرنة

     كم ينسيني حديث النساء والكتب عن الحديث عن الرحلة، لكنني ماذا أفعل؟ كل رواية قرأتها كان فيها حديث عن النساء، عن السيدات العاشقات، أو المضحيات، أو الضحيات، أو المومسات الفاضلات الخ... فضلا عن إن المدن هي مجموعة من الكتب والنساء، المدينة أنثى، والرحالة الناجح هو الذي يصف تفاصيل المدينة كما هي. أما الرحالة الفاشل مثلي سيصف تفاصيل أخطائه كما هي.

     في هذه الرحلة كانت القرنة وجهتنا، كانت الأراضي المحصورة بين طريق القرنة ـ العمارة والنازلة عمقا حتى الحدود الايرانية، أو ما يسمى بشرق دجلة هي وجهتنا. كان النهران العظيمان المسميان بدجلة والفرات يشيخان على مهل كي يقترنا عند شجرة آدم، لكنهما الآن يكونان نهرا فتيا هو شط العرب، الذي سيمر في المعقل قبل ان يصل البصرة، ثم يمر بأبي الخصيب، ثم تتقاسمه حضارتان عريقتان في المنطقة، فقد حصلنا على نسخة ممتازة من ملحمة كلكامش في مكتبة للرقم الطينية تسمى سوسة أو الشوش أو عيلام. وقبل أن تبتلعه مياه الخليج، سيكون قد مر في الفاو وميناء أبو فلوس. كانت مهمتنا تتلخص في تثبيت العوارض الجديدة، وتحديث الخرائط القديمة وحشوها بالمناسيب المناسبة، ومن ثم تثبيت دعامات خرسانية جديدة تدل على شبكة المناسيب المستحدثة. كانت شركات أجنبية قد قامت بمسح هذه المنطقة في سبعينيات القرن الماضي، كانت خرائطها من الدقة بحيث بينت نوع التربة ولونها وسرعة الرياح وعمق المياه الجوفية الخ... ثم قامت شركة سكبانيوس اليونانية باستصلاح هذه الأراضي، شقت أنهارا مبطنة بالخرسانة، ووزعت شبكة جيدة من المبازل، اقامت عدة جسور وبوابات وطرق ريفية، أقام الفلاحون في هذه الجنة الأرضية، لكنما الحرب كانت تقترب بسرعة...

أثر الحرب

     كانت جثة الحرب ممددة في المنطقة مع امتداد دجلة، استبدلت مواضع الجنود شتلات النخيل هناك، كانت قضبان الحديد المخرمة صامدة للمطر والصدأ والتراب، كانت الاسلاك الشائكة مجموعة في مستعمرات عسكرية، كانت أكياس الرمل قد تحولت إلى صخور بفعل المطر والضغط النفسي عليها، كانت الخنادق الطولية والعرضية تمتد كشبكة من المبازل والأنهار، كانت الحجارة متناثرة على الأرض، كتناثر الفطر عقب المطر، كانت أسلاك التلفون مطمورة تحت أرجلنا، وكانت شمس البصرة تشوينا بحرارتها، كانت أجهزة الليفل السويسرية تسجل قراءات خاطئة بفعل سخونة الهواء الذي يشوش الصورة أيضا، كان عملنا ينتهي قبل الساعة الحادية عشرة، وكنا في بداية العمل نحتاج إلى ما يقرب من نصف ساعة كي نصل الشارع الرئيس، ثم نعود إلى القرنة، ثم نعود إلى البصرة، إلى المطعم الشعبي الذي اصبح عامله صديقنا، ثم إلى فندق الضيافة في العشار. وكنا نحرص على أن نصل إحدى المناطق قرب البصرة عند انتهاء دوام المدارس ظهرا ، فقد تعرفنا بالصدفة إلى معلمتين آنستين، حرصنا على إيصالهما إلى بيوتهما.

     ونحن نعمل في هذه المنطقة، كان سائق سيارة اللاندكروزر الذي يعمل معنا هو دليلنا في هذه الرحلة المكررة، كانت الخرائط التي معنا وهي من فئة المقياس 1/10000 هي دليلنا العملي، لكن السائق كان دليلنا السياحي في الذاكرة، كان جنديا مكلفا بصنف سائق لأكثر من عقد في الجيش، بل لأربعة عشر عاما تقريبا، وخدم في هذه المنطقة لأكثر من ثلاث سنوات كما يقول، أخذنا إلى حضيرته العسكرية بالتحديد، أخذنا إلى وحدة الميدان الطبية حيث نقل الكثير من الجنود القتلى والجرحى، دلنا على مواقع سقوط الصواريخ، وكأنها سقطت قبل لحظات، دلنا على مواقع الدبابات المحترقة، على أماكن أخرى ... لكن المنطقة الآن خالية أو شبه خالية، فقد وصلنا مرة إلى معسكر صغير، يخدم الضباط والجنود فيه بسلام، إنهم يتابعون حركة بسيطة جدا لتهريب المخدرات عبر الحدود بوساطة الدراجات البخارية، قال آمر المعسكر وكأنه يبرر جلوسهم السامر في ضحى كل يوم: من الصعوبة أن نمسك أحدهم لأن تحركاتهم فردية ومتفرقة وتتم عند الفجر تماما، وهم يسيرون في طرق لا تستطيع السيارات العسكرية أن تسير بها، ومن المؤسف إن الجيش لا يملك دراجات نارية لملاحقة هؤلاء المجرمين.

     لكننا كنا قد شاهدنا إحدى الدراجات البخارية وهي مسرعة في الضحى تقريبا، وفعلا كانت تسير بطريق لا يمكن للسيارة أن تسير فيه. ومن الطريف إن إحدى الدوريات قد استوقفتنا ذات مرة، كانوا فرحين كأنهم حصلوا على صيد ثمين، وقبل أن يلاحظوا الكتب الرسمية التي معنا فتشوا السيارة تفتيشا دقيقا، وعرض علينا أحدهم من دون أن يلاحظه الآخرون أن يخلصنا مقابل مبلغ من المال!!! لكنه سرعان ما تراجع عندما قلت له : هل تود أن أخبر العقيد ... بهذا الأمر؟؟ قال آمر الدورية بعد أن اعتذر منا: إننا نخشى عليكم هؤلاء المهربين، لأنهم يقتلون من يكتشف امرهم!!!

     في صباح يوم حار شاهدنا صبيين يسيران أسفل السدة الترابية، كانا خائفين تقريبا، أوقفنا السيارة، فتوقفا وهما ينظران إلينا بتوسل، ناداهما السائق فوصلا مسرعين،  وسرعان ما أمرهما بتنزيل إحدى الصبات الكونكرتية من السيارة، قالا وهما فرحين: أنتم لستم من الجيش أو المخابرات!! الحمد لله. وسرعان ما صفر أحدهما بصفير متميز حتى ظهر من خلف تل صغير عدد كبير جدا من الشباب بثياب رثة تقريبا، وهم يحملون أكياسا فوق ظهورهم، رفعوا أيديهم تحية لنا وتابعوا أعمالهم بحثا عن النحاس والألمنيوم المتخلف عن الحرب، وكان هؤلاء الشباب كأنهم (خردة) نسيتها الحرب بلا قتل.

     في مرات أخرى كنا نصادف عربات تجرها الحمير، كانت مهمتها جمع الطابوق والبلوك من أرض المعركة، لم يكن الجيش يتعرض لهؤلاء تقريبا، لأن حمولتهم كانت واضحة، ووجهتهم كانت باتجاه البصرة، إلى قضاء شط العرب تقريبا حيث يفضي هذا القضاء إلى الجبهة سابقا. ومع ذلك فان المحاكم العسكرية العراقية أدانت عددا كبيرا من الجنود وضباط الصف، وأودعتهم سجن (ابو غريب) فقد كانوا ينقلون الحديد المتخلف من الحرب لبيعه في المدينة، بالاشتراك مع الضباط، كان الضباط يحصلون على النسبة الأكبر من النقود، لكن المراتب كانوا يحصلون على أحكام السجن وحدهم، فلا دليل على شراكتهم للضباط !!!

القرنة ـ العزير

     بمحاذاة نهر (العز) كنا نسير أيضاً، كان الدكتاتور  قد أنشأ هذا النهر الذي لا يحمل معناه كي يجفف الأهوار ويستطيع أن يسيطر على منطقة المسطحات المائية في الجنوب، كان نهرا عظيماً بعرض يصل إلى الكيلومتر في بعض جهاته، تحميه سداد ترابية ينز الماء من تحت مناطقها، لكنها لا تنهار!! وكانت قرى الصيادين مبثوثة على جانبي النهر، ومع ذلك كانت هناك بضع مدارس ومراكز صحية وسمك وفير وسلاحف صغيرة وتجار للأسماك وأفراد من الأمن واستخبارات ووحدات من الجيش، وعندما حاولنا أن نتحدث مع الناس عن الأهوار وأين اختفت لم نجد من يحدثنا، استغرق عملنا على نهر (العز) لمدة اسبوعين تقريباً، ما زلت أتذكر النساء وهن يرتدين اللون الأسود والجوارب السود ويمشين حافيات إلى مجالس العزاء، وما زلت اتذكر طعم الخبز الحار بالسمك الزوري!! كنا نتعمد كل يوم تقريبا أن يكون عملنا قريبا من امرأة قرب التنور، وكان السمك الزوري كثيراً جداً، وكان يترك على الأرض ليجفف بعد أن تأخذ أم البيت كفاية العائلة منه يومياً.

     وكانت منطقة العزير هي نهاية عملنا، كان النبي عزرا يقيم في بابل راعيا لشؤون اليهود في السواد، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في قصة شهيرة مع الحمار، وهذا الحمار هو أحد الحيوانات القليلة الذي سيدخل الجنة، تعويضا له عن التعب والكد في الدنيا. توفي عزرا وهو في طريقه إلى العمارة أو ميسان أو عماريا كما في رواية نجم والي (ملائكة الجنوب) جاء النبي عزرا في رحلة دينية ليتفقد أحوال اليهود هنا، حيث الأهوار الجنوبية، وعلى مسافة ليست بالبعيدة عن دجلة يرقد النبي عزرا بسلام حتى كتابة هذه الرحلة. لكن الأهوار في طريقها إلى الزوال والجفاف حيث كنا نعمل.

     وصلت الى ضريح العزير، وقد تحول إلى ضريح إسلامي، قال السادن لقد أجرى قائد الفرقة ... عدة ترميمات على الضريح بعد أن تخلص من الموت بطريقة لا تصدق، لكن الترميمات أخفت بعض النقوش العبرية، غير إن قبة العزير المبنية على وفق الطراز الاسلامي ما زالت تحتفظ من الداخل بالزخارف النباتية الزرقاء، وكأنها نقشت منذ  فترة قصيرة، وقال السادن هذه الزخارف عبرية. كانت نجمة النبي داود قد رفعت منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان السكان اليهود الذين يشكلون نسبة عالية جدا من المدينة قد هجروا قسرا من خمسينيات القرن الماضي، تناولنا الشاي في سوق اليهود في المدينة ثم تجولنا في شوارعها، كانت الحرب قد أفسدت هندسة المدن، ثمة خرائب تختفي وراء أبنية حديثة مصممة تجاريا على الشارع العام، عبثا بحثت في المدينة عن مكتبة، لكن الأقضية والنواحي العراقية خالية من المكتبات، وفي بعض الطريق سمعت من يهتف باسمي، تلفت كان الصوت يأتي من محل لبيع القماش من رجل يلبس الدشداشة الكويتية مع الكوفية والعقال طبعا، كان يضحك ونحن نقترب منه، صحت به :

ـ جاسم عطية!! كيف وصلت إلى هنا؟

ـ في السيارة طبعا!

ـ لكنك كنت هاربا من الجيش، كيف لم يقبضوا عليك؟

ـ رحمة الله على بوش، هو الذي سرحنا، لقد قطع بوش ثلثي العالم لا ليحرر الكويت، بل ليسرح جاسم العطية!

      كان جاسم علي عطية الذي يحب ان نناديه بجاسم العطية يعمل سائقا في الجيش ولمهاراته المتعددة وخبرته في الطرق الصحراوية أخذه أحد الضباط لقيادة الاندكروزر.... بعد أن تناولنا الخبز الحار مع الشاي والدهن الحر في احدى مزارع الشعير في الصحراء الغربية قرب الحدود السورية انطلقنا لتكملة عملنا، لكن الغروب سرعان ما داهمنا بعد أن أصيب أحد إطارات السيارة بثقب حقير، واستطعنا تبديله بسرعة قياسية، كنا نعرف المكان الذي انطلقنا منه، وعندما رجعنا اليه لم نجده، وكأنما الصحراء قد ابتلعت مزرعة الشعير هذه، كانت الأضواء قريبة منا، لكنها ربما تكون أضواء المعسكرات السورية، حينها سنؤسر طبعا، وربما ستصادر أجهزة المساحة التي عندنا، وسندخل محكمة عسكرية حال فكنا من الأسر، أقترح أحدنا أن نقف بالسيارة مكانها وأن نتناوب الحراسة عليها حتى الصباح خوف الذئاب طبعا، واقترح آخر أن نذهب صوب الأضواء فربما تكون معسكرا عراقيا، توقفت السيارة وأخرج الضابط جهاز الحك مع الخارطة وعبثا حاول أن يحدد اتجاهنا، ليس لصعوبة تحديد الاتجاهات ولكن لعدم معرفتنا بالطرق التي تسلكها السيارات وإلا لغاصت السيارة بالرمال، أما أنا فقد تعجبت كيف واصل الكولونيل ت. س . لورنس رحلته عبر هذه الصحراء ليؤسس المملكة العربية ... كان جاسم العطية هو الصامت الوحيد بيننا ... وكأنه تذكرا شيئا ما، قال لنا : اصعدوا، هيا اصعدوا بسرعة!

     انطلق بالسيارة، وسار في عدة مسالك كنا نعود لبعضها في المرة الأولى لكننا الآن نسير في مسلك طويل تقريبا، صرنا قرب سرية رصد مختفية في الصحراء، وقفنا قرب الجندي الحارس فقال لنا إنه لا يعرف الطريق؛ لأنه جندي مستجد هنا مع خمسة جنود آخرين، وإن الضابط ذهب إلى المعسكر الرئيس كي يبيت هناك لمشاهدة البرنامج الرياضي عبر القناة السورية ـ كان البرنامج الرياضي هناك أفضل من البرنامج العراقي الرياضة في اسبوع، لأنه يعرض مشاهد الجمناستك للفتيات بلا قطع ـ لكن سيارة الأرزاق ستصل بعد يومين ومعها الضابط، انطلق جاسم العطية بسرعة أكبر وكأنه يعرف الطريق هذه المرة، وخلال خمس عشرة دقيقة كنا في المعسكر، اكتشفنا إن الطريق قصير وواضح، لكننا لم نعرف كيف إننا لم نره أبدا، في باب النظام تماما  توقف السيارة فجأة، كان الجنود يفكرون بطريقة ما للبحث عنا، لكن السيارة توقفت لأن الاطار الذي وضعناه لها بدل الاطار المثقوب كان قد فقد هوائه تماما في هذه اللحظة!!

    تداولنا هذه الحكاية ونحن نتناول في دكان جاسم العطية سمكة كبيرة شويت في التنور، قال: السمك رخيص هنا، وأنا احصل على أموال كبيرة في عملي الخاص لبيع القماش.

ـ لكنني لا أرى حركة جيدة في السوق ، إنه قضاء صغير...

ـ الرزق على الله، إن مهنة واحدة لا تكفي، عليك أن تعمل في مهنة أخرى، موازية لمهنتك الأولى ، حينها تستطيع أن تكسب أموالا طائلة!!

  فيما يبدو كنا على عجل، لذلك غادرنا بعد الطعام مباشرة، وكم وددت أن أبق معه أكثر، لكنني خشيت على نفسي، فقد كان من الواضح إن الرجل يعمل في تجارة الممنوعات!!! 

·         شاعر وأكاديمي 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 107 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2013 بواسطة sadiqaltryhe

ساحة النقاش

sadiqaltryhe

sadiqaltryhe
موقع لمشاركة المعلومات مع الآخرين، ولعرض بعض الأخبار للتواصل مع صادق الطريحي [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,066