<!--<!--<!--<!--

 

نجد اتهامًا من خارج الأزهر دائمًا، و من داخله حينًا، لكليات اللغة العربية وشعبها المناظرة بكليات الدراسات الإسلامية والعربية للبنين والبنات، ولتخصص الأدب والنقد بجامعة الأزهر بخاصة- بالعقم والتخلف والرجعية، وأنه لا يضاهي أو يوازي مثيله في الجامعات الأخرى.

والحق أن هذا الاتهام استعلائي إقصائي قائم على نظرة جزئية محدودة قاصرة من قبل البعض، أو نظرة حاقدة على هذا التخصص بالجامعة لما فيه من أصالة وحداثة حيوية وثبات ومرونة وتطوير دائم، بطريقة فردية أحياناً، ومؤسسة حينًا! ولعل تطوافة سريعة في ربوع كليات اللغة العربية وشعبها المناظرة لها بالجامعة تقدم الدلائل على جمع أهل هذا التخصص بين الأصالة والحداثة بوسطيته فريدة وعجيبة.

ومن أبرز هذه الدلائل نتاج هذا الإنسان الأزهري الفريد الكبير، في مجالات الإبداع الأدبي والنقدي والإداري: فضيلة الأستاذ الدكتور محمد محمد محمود الغرباوي، ذلكم المميز دائمًا في مظهره ومخبره. أما مظهره فهو جميل الخلْق، أنيق الثوب، نظيف اللفظ، حلو الصورة، تلقاه تهابه وترى فيه تلك النماذج البشرية الرائقة في تقاسيم بدنها رونقًا إلهيًّا خاصًّا. أما مخبره فهو سليم القب صافي النفس حسن الخُلُق، يتعامل بإنسانية سامية مع الجميع: شيبًا وشبابًا، رجالاً ونساءً!

عاشرته في عريننا : كلية اللغة العربية بالزقازيق، فوجدت فيه القرين الهادي والصنو الشادي، يعطيك ويأخذ، ويخاطبك ويسمعك، ويمتعك ويتمتع، ويساعدك ويقبل عونك، يقدر مواهبك ويعرف صدق طويتك، ويحرص عليك، ويكون مكانك عند غيبك أو تقصيرك..

 تمتعنا سويًّا بالزمالة في تدريس تاريخ الأدب العربي الحديث والتأليف فيه، حيث الحرية في اختيار المفردات التي تشرح، وإضافة ما أريد، وترك ما أريد، وغايتنا مصلحة الطالب ونفعه وتطويره وتسليحه بالنافع المفيد، وتوصيل القدر العلمي الضروري من مفردات المقرر، وتجد الحرية بيننا أيضًا في وضع الأسئلة وفي تقويم الطلاب وتقييمهم. كان بالنسبة إليَّ العقل المناسب في الوقت المناسب، نوعًا جديدًا من البشر، يتعاون ويتفاهم، وليس بالصلب أو النرجسي أو المتشدد أو المتواكل على غيره! مما يجعلني دائمًا أفخر بزمالته، أفخر بصحبته، أفخر بإبداعاته، وأسعد بأشعاره التي تتوالى كل وقت. وأقول له: زدنا زدنا زدنا. هذا ناهيك عن إنسانيته في إدارته كليتنا بهدوء وشاعربة وسماحة وإنسانية وحضارية ومثاقفة نادرة المثال!  

وهو في مجال الإبداع الشعري غزير الإنتاج، متنوع الفنون، متعدد الاتجاهات، تجد عنده الرومانسيات، والاجتماعيات، والوطنيات، والإسلاميات، والشعر المسرحي، والشعر القصصي، وشعر الطفولة...إلخ

يقول في مقدمة أعماله الشعرية الكاملة:

"لم يخطر يوما ببالى أن أجمع أشعارى فى مجلد واحد تحت مسمى "الأعمال الكاملة"، ولكنى فكرت ذات مساء فى هذا الأمر فوجدته نافعا لكل دارس ومحب للشعر العربى؛ فظلت الفكرة حبيسة ذهنى فترة حتى كان يوم الخميس، السادس من رجب 1434هـ الموافق السادس عشر من مايو 2013م فى الندوة الشعرية التى أقامتها كلية اللغة العربية فرع الأزهر بالزقازيق تحت رعاية عميدها، أستاذنا الدكتور/ صابر عبدالدايم يونس، وهو ـ كعادته ـ يقوم بتوزيع الجوائز آخر الحفل، وكان من بين تلك الجوائز مجموعة أعداد لمجلة الأدب الإسلامى ـ التى أشرف بعضويتها ـ فاطلعت عليها، وإذ بالعدد الخامس والسبعين ، شعبان ـ شوال 1433هـ = يوليو ـ سبتمبر 2012م يحمل فى الصفحة الأخيرة كلمة تحت عنوان "حول مشروع الأعمال الكاملة" للكاتب الأديب العربى العراقى د. عماد الدين خليل، تدور حول فكرة جمع الأعمال الكاملة للأدباء الإسلاميين المشهورين بكثرة الأعمال على نفقات دور النشر تحت رعاية رابطة الأدب الإسلامى حتى يتسنى لطلاب العلم والمعرفة فى الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) الإفادة منها فى تسجيل موضوعات دراسية للبحوث بدلا من جريهم وراء الأعمال المتناثرة وإضاعة الوقت والجهد فى كثير من الأحيان بغير فائدة. وقد أحيا هذا الموضوع الفكرة التى راودتنى منذ زمن، فنشطت وقمت إلى بعض أعمالى المطبوعة والمخطوطة ألملم شتاتها، وأجمع متشابهها حتى تصبح كتابا واحدا ولو على نفقتى حبا منى للشعر ورواده.

ويعلن عن تواضعه الجم، قائلاً: "ولا يعنى هذا أننى صنفت نفسى ضمن كبار الشعراء ـ حاشا لله ـ فهذا حكم الدارسين وطلاب المعرفة، ولكنى رغبت فى إفادة القراء والدارسين ـ إذا رغبوا ـ فى دراسة هذه الأعمال المتواضعة أو الاطلاع عليها0 ويعلن عن منهجيته الواضحة قائلا: "وقد رأيت تسهيلا للأمر تسمية الأعمال بهذا العنوان:الأعمال الكاملة:الجزء الأول: أشعاري حتى الخمسين.وجمعت فيه جل ما كتبته منذ شبابى حتى بلوغى سن الخمسين، تاركا بقية الأشعار إلى أن يأذن الله بجزء آخر يضمها هى الأخرى 0وقد تضمن هذا الجزء مجموعة دواوين شعرية، ومسرحيتين شعريتين، ومجموعة أعمال شعرية للأطفال.

ومن ثم فهذه الأعمال جاءت موزعة فنيًّا على الترتيب الآتى:

أولا: الشعر:

ـ ثورة 25 يناير تأملات ومشاهد.

ـ ذكريات وخواطر.

ـ إليك.

ـ البلابل تأكلها البوم.

ثانيا: المسرح:

ـ عودة الأقصى.

ـ محيى العدالة الاجتماعية عمر بن عبدالعزيز ـرضي الله عنه ـ.

ثالثا: شعر الأطفال:

ـ منظومة السيرة النبوية.

ـ المنظومة العثمانية فى صهر خير البرية.

ـ تأملات طفل فى كون الله.

ـ يوميات مسلم صغير.

ـ أناشيد الطفل المسلم.

 

هذا وقد أرفقت بهذا التعريف الأعمال الشعرية الكاملة لشاعرنا لمن يريد أن يبحث أو يطلع أو يطالع ويثاقف ذلكم الأزهري الطريف والفريد:

المصدر: من محاضرة في كلية اللغة العربية بالزقازيق.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 450 مشاهدة

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

296,608