<!--<!--<!--<!--

نحو منهج عملي في تحليل النص الأدبي:

إعداد الدكتور/صبري فوزي أبوحسين

أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالزقازيق

من أبجديات التعامل مع النصوص الأدبية أن يتعرف الطالب على الطريقة المثلى لقراءة النص الأدبي وتذوقه وتحليله ونقده. ولكل متعامل مع النص الأدبي منهاجه وطريقته، ونحاول هنا الوقوف مع بعض التجارب، والخلوص إلى منهج علمي عملي مناسب لطالب المرحلة الجامعية. لاسيما وقد دب الضعف، إن لم يكن العقم، في هذا المجال الحيوي، على النحو الذي نراه في طريقة تعامل الطالب الجامعي مع النصوص الأدبية، بل والطالب في مرحلة الدراسات العليا، فهو بين قارئ سطحي للنصوص أو هارب من مواجهة النصوص عجزًا لعدم امتلاكه أدوات التحليل وتقنيات التذوق والنقد، ومن ثم فإن عرض هذا المنهج العملي بطريق منطقية واضحة يعد خطوة أولى في علاج هذا القصور العلمي والتعليمي النتشر في أجيال الألفية الثانية.

مفهوم تحليل النص الأدبي:

يقصد بعملية تحليل النص الأدبي: هو بيان أجزاء النص ووظيفة كل جزء فيه، وهو الشرح أو التفسير والعمل على جعل النص واضحًا جليًا، وترد الكلمة في سياق تفسير النص. وهي طريقة من طرق النقد الأدبي في تناول النصوص تتضمن الدراسة الوثيقة التفصيلية والتحليل والبيان التفسيري؛ ومن هذا المنطلق يُركز على اللغة والأسلوب والعلاقات المتبادلة بين الأجزاء والكل، لكي يصبح معنى النص ورمزيته واضحين، قدر المستطاع([1]).

الهدف من تحليل النص الأدبي:

إن الهدف من دراسة "النص الأدبي" هو الوقوف على إبداعات الأديب -شاعرًا أو كاتبًا- في نصه، وما تجلى فيه من جماليات، تبدو في دقة التعبير وروعة التصوير، وحسن التركيب، وجمال الموسيقا، كما تبدو فيما تحويه الألفاظ والتراكيب والصور من تجارب صادقة، وعواطف جياشة، ومعانٍ نبيلة، وأفكار جليلة، جعلت القارئ ينفعل بها ويتأثر، مثلما انفعل بها الأديب -من قبل- وتأثر، انفعالًا وتأثرًا يجعلانه مشدودًا إلى ما في النص من سمات فنية ترقى بالأدب، ومن قيم موضوعية تسمو بالإنسان إلى مراقي التقدم والكمال([2]).

وهناك مبادئ ومراحل يتدرج فيها الطالب؛ كي يقوم بعملية تحليل النصوص، ومن هذه المبادئ: فهم النص، وتحديد موقع النص وجوه العام، وتحديد الفكرة والموضوع، والوقوف على الصور الفنية والعاطفية، والفوائد المستقاه التربوية.

إن تحليل النصوص الأدبية نمط من أنماط النقد الأدبي الذي يحتاج إلى دربة ومران، وذوق وحساسية خاصة، ونزوع مركوز في النفس بالإضافة إلى سعة في الثقافة، وفيض في المعرفة، إلى جانب حدة في النظر، وعمق في الإدراك، وانفعال لما يفصح عنه النص، وإلمام خاص بفنون اللغة وآدابها، والأساليب وخصائصها والأجناس الأدبية وقواعدها الكلية، ووسائل النظر فيها.

نحاول في هذا المنهج العملي لتحليل النصوص أن نقضي على المزاجية والتنويع والتجزئة والتفتيت للنص الأدبي من خلال دراسة سطحية تقوم على شرح الأبيات ومفرداتها وإعطاء أحكام أقرب ما تكون لقرارات حكم المحكمة الأهلية، من استعمال كلمات: الخيال، والأسلوب، والأفكار الجزئية، وقصد الشاعر…وغير ذلك من معالم القراءة السلبية التي مورست علينا ولا زالت؛ مما جعل نظرة الكثير للأدب نظرة سطحية وهذا أمر جد خطير؛ إذ يؤكد لنا خبراء العلاقات الدولية "أن سوء الإدراك وسوء الفهم يهدد بنسف فهم العالم، ويؤدي إلى اضطرابه وخلخلته نتيجة سوء الفهم وسوء التفسير، ونحن نملك خبرة مباشرة في سوء التفسير، فلو لم يكن هناك شيء يشبه سوء التفسير، فكيف يمكن لأي منا أن يتبع خارطة طريق على نحو غير صحيح أو أن يقود سيارة في الطريق المعاكس بشارع ذي اتجاه واحد"([3]).

 

إن قراءة النص قراءة منهجية يعني أن يصبح القارئ قادراً على فهم دواخل النصوص لأن عملية القراءة الإبداعية لا تكمن في وجود نص مبدع والكاتب المبدع فقط بل لا بد من وجود القارئ المبدع وهو الركن الثالث من العملية الإبداعية، ونعني بذلك الكاتب والنص والقارئ الذي لا بد له من أن يمتلك منهج القراءة الإبداعية حتى يصبح جزءاً مهماً في العملية الإبداعية.

وفي ذلك تقول يمنى العيد في كتابها في معرفة النص: "كيف يصير القارئ كل قارئ ناقداً لما يقرأ؟ وكيف يصبح القارئ قادراً على كشف دواخل النصوص؟، ثم تقول أن تصير القراءة نقداً معناه، أن لا يبقى القراء على هامش ما يقرأون معناه أن يكون للقارئ حضور في الثقافة، ثقافة المجتمع الذي يعيش([4])".

 

والدراسة المنهجية هي الدراسة التي تتلخص في الاعتماد على النص الذي نريد أن نجعل منه مجالاً للدراسة والتحليل، وذلك من خلال دراسة المستويات اللغوية والدلالية وتوظيفها خدمة للنص.

 

"فالباحث يجب أن يعطي الاعتبار الكامل للنص، لأن النص هو الأساس وهو المقصود في مجال الدراسة، وهذه الملاحظة كثيراً ما غابت عن أذهان بعض الباحثين، حيث يوظفون النص في أغراض لا علاقة لها بالنص كإبداع وممارسة لغوية لها استقلالها وتميزها الخاصان([5])".....

وقد تعددت مناهج التحليل والنقد وتنوعت، ولكن الناقد الحصيف هو الذي يختار منهجًا تكامليًّا يلم بأهم المرتكزات في كل منهج؛ فضلًا عن، أن بعض النصوص تستدعي منهجًا بعينه؛ لأنه أقرب إلى طبيعتها.

  ويمكن إجمال خطوات هذا المنهج العمل في تحليل النص الأدبي في أربع مراحل، هي:

مرحلة تاريخ النص الأدبي

مرحلة قراءة النص الأدبي

مرحلة تذوق النص الأدبي

مرحلة نقد النص الأدبي

ويمكن إيضاحها على النهج الآتي:

أولا:مرحلة تاريخ النص الأدبي

وهي مرحلة ما قبل صحبة النص الأدبي ومعاشرته، ويعرض فيها الباحث الأدبي-قارئًا ومتذوقًا وناقدًا- للمبدع والظرف التاريخي والاجتماعي الذي أبدع فيه النص، وذلك على النحو التالي:  

قائل النص:

إن أول ما ينبغي أن يوقم به دارس النص الأدبي، هو إلقاء الأضواء على قائله، ففي هذا الإلقاء كشف للكثير من جوانب النص -حين درسه وتحليله- وتوضيح لبعض الأمور الغامضة فيه؛ ذلك لأن للقائل -شاعرًا أو كاتبًا- مجموعة من العواطف والمشاعر والاتجاهات النفسية التي يصدر عنها في فنه الأدبي شعرا ونثرا، وهي أمور تتحكم فيها مجموعة من العوامل والمؤثرات المحيطة به، عامة كانت هذه المؤثرات أو خاصة، فالعامة كالمؤثرات السياسية والاجتماعية والثقافية، والخاصة كالأسرة والنشأة والحياة الخاصة، والقبيلة والبلد والأساتذة. ومما لا شك فيه أن هذه المؤثرات، هي التي تكوّن الأديب نفسيًّا وفكريًّا، وبالتالي توجهه حينما يعبر عن عواطفه وانفعالاته وشعوره وفكره.

ولكن درس هذا الجانب ينبغي أن يكون موجزًا يكشف الغامض ويوضح الملتبس في النص، ويعين على فهم نفسية الأديب وشعوره، ويرشد إلى السر في اختياره لألفاظه وتراكيبه وصوره الفنية وموسيقاه، ويرجع الكثير من هذه الظواهر الفنية إلى منابعها التي تعود إلى تلك العوامل والمؤثرات، "فتذوقنا لشعر المتنبي يكون أشد عمقًا، وأقوى روعة، حين نعرف الكثير عن حياته العاصفة المضطربة، وفهمنا لإبداع المعري يبدو أكثر وضوحًا حين نقرؤه في ضوء حياته، وما اعتورها وأحاط بها، وتعليلنا لدقة ابن الرومي يقترب من الحقيقة أكثر حين نعرف أصوله الأولى، وما ارتبطت به من اتجاه في الفن أو الفهم والتعليل([6])".

مناسبة النص:

إن أول ما يتوجه إليه دارس النص، بعد انتهائه من إلقاء الضوء على حياة الأديب هو كشف النقاب عن مناسبة النص، والمقصود بها الأحداث والعوامل المثيرة التي حركت روح الأديب وجعلته يكتشف موضوعه، من الأحداث الخارجية، أو الانفعالات الداخلية، التي وقعت على شخصه أو مست الذين حوله، كالأحداث المثيرة للفرح، والمحركة للأحزان، أو الباعثة على اليأس أو التفاؤل أو الغضب أو الحقد، أو الحب.. أو غير ذلك من العواطف التي تثيرها تلك الأحداث.

ولا شك أن الحديث عن المناسبة هذه تعين على فهم النص فهمًا دقيقًا، وتعين -كذلك- على فهم أبعاده وجوانبه، وهذا وذلك يساعد على فهم الجوانب الفنية في النص.

ثانيًا:مرحلة قراءة النص الأدبي

بعد الوقوف على حياة الأديب، وبعد معرفة الملابسات والظروف والأحداث التي هيأت لميلاد النص، من أحداث وعوامل وتجربة شعرية عايشها الأديب خلال هذه الأحداث، أدت في النهاية إلى إحساس الأديب ورغبته في التعبير عنها- أقول بعد هذا كله: على دارس النص أن يخلص إلى قراءة النص قراءة صحيحة واعية، تفصح عن فهمه له، وإحساسه به، ووقوفه على مضمونه. وهي قراءات، على النحو التالي:

القراءة اللغوية الدقيقة:

ويهمنا -ونحن في مجال تدريس النص الأدبي- أن يقوم الطلاب بقراءة النص -بعد قراءة الأستاذ للنص قراءة توجيه وإرشاد للكيفية الصحيحة للقراءة- بحيث يقرأ كل طالب النص كاملًا إن كان قصيرًا، أو يقرأ مقطعًا منه إن كان طويلا، يقوم الطالب -من خلال قراءته- تقويمًا نحويًّا وصرفيًّا ولغويًّا وعروضيًّا وإلقائيًّا.

القراءة الفكرية العميقة:

وينبغي -خلال هذه القراءة- أن يقف الطالب على موضوع النص، والأفكار التي يحتويها، حيث يقسم النص إلى فقرات إذا كان طويلًا، وأن يحدد لكل فقرة عنوانًا يدل على الفكرة التي تحتويها الفقرة، مع مراعاة أن الفقرة جزء ينتمي إلى كل، وبذلك يلم الطالب بموضوع النص وأفكاره قبل الشروع في تحليله، وهذا أمر يساعدنا كثيرًا في الوقوف على دقائق النص أثناء الشرح والتحليل.

القراءة المعجمية التفسيرية:

وخلال هذه القراءة -أيضًا- يجب أن توضح الألفاظ الغامضة، ومعرفة ما يريد منها الشاعر بدقة "لأن الكلمة في القصيدة يمكن -أحيانًا- أن تتجاوز دلالتها المحددة لها في الاستعمال الشائع، أو الذي تعطيه لها معاجم اللغة، حين يدفع الشاعر في شرايينها بدم جديد، فيعطيها ملمحًا خاصًّا تكتسبه من الإيقاع أو السياق، أو حتى من الألفاظ المجاورة لها "، ومنها فإن ألفاظ الشاعر لا تعطي معنى فحسب، وإنما تثير لونًا وطعمًا ورائحة، وظلًّا وحركة ([7]).

القراءة الأسلوبية

وخلال مرحلة القراءة -كذلك- ينبغي أن تلتقط الجمل، أو الفقرات، أو الأبيات، التي يمكن أن نجد فيها الملامح الأصيلة للشاعر، والأشكال ذات المغزى، والعبارات الهامة الأشد ارتباطًا بالموضوع، أو التي تعكس -في قوة- خصائص أسلوبه؛ لأن قراءة النص تتجاوز الحروف والألفاظ إلى ما يستتر خلفها من مشاعر وأحاسيس وحياة، والقارئ المتأني الفاهم يستطيع أن يفك ألغازها، وأن يكتشف العالم الفكري للشاعر كاملًا.

القراءة المجتمعية

إذا انتهت القراءة الواعية المتأنية للنص على ضوء الأسس السابقة -يجيء ما يمكن أن نسميه وضع النص في موضوعه زمانًا ومكانًا؛ فنحدد عن طريق العصر التيار الأدبي الذي كان سائدًا على أيامه: عصر طبع أو صنعة، أصالة أو تقليد، تجديد أو محافظة؟ وأي التيارات غلب عليه: الرومانسية، أو الواقعية، أو غيرها من المذاهب، وأي القضايا شغلت أهل عصره: ذاتية أو اجتماعية أو سياسية([8]).. وإذا كان للبيئة الزمانية دخل في هذ كله، فإن للبيئة المكانية دخلًا كذلك، فالمضوعات والاتجاهات الفنية التي شغلت الشعراء في العصر الأموي -مثلًا- في الحجاز غير التي شغلتهم في بوادي نجد، غيرها في العراق، وهكذا. وتحديد البيئة زمانًا ومكانًا يضع يد دارس النص على الاتجاه الأدبي الذي ينتمي إليه الشاعر، أو المذاهب الأدبية التي خرج عليها، ولم ينتمِ إلى أي منها.

ثالثًا: مرحلة تذوق النص الأدبي

بقراءة النص الأدبي -على النحو السالف- يكون وقوف دارس النص على ما ينطوي عليه النص من أفكار ومشاعر وغايات، وحينئذ يخلص الدارس إلى تذوقه ودراسته، والتوصل إلى عناصره المختلفة حتى يبلغ الفكرة الجوهرية التي يقوم عليها، وهو في مرحلة التحليل هذه يتناول المحتوى والشكل، كل على حدة، دون أن ينسى أنهما مرتبطان بلا انفصال.

ويرى لوتمان أن النقد الأدبي، هو «علم الأسئلة»، قبل أن يكون «علم الإجابات»، وأن النص الشعري، كل متكامل متفرد عن غيره، ومستقل بذاته، وبنيته الداخلية، كل يتمتع بوحدة فنية وفكرية. ويتحدد حل المشكلة العلمية، بمنهج البحث، وشخصية الباحث: خبرته وموهبته وحدسه النفسي. كما يسمح تحليل النص بعدد من المداخل. لذلك، فإن محور اهتمام الناقد، كما يضيف لوتمان، هو القيمة الفنية الخاصة التي تجعل ذلك النص، مؤهلا، لتحقيق وظيفة جمالية معينة. والنصوص متنوعة الوظائف في واقع الحياة الثقافية. لهذا يرى لوتمان أن النص، لكي يحقق غايته الجمالية، يجب أن يحمل في الوقت نفسه، عبء وظيفة أخلاقية أو سياسية أو فلسفية أو اجتماعية، وبالعكس، فهو لكي يحقق دورا سياسيا معينا، ينبغي أن يؤدي وظيفة جمالية([9]).

ومن ثم يمكن أن ندون مجموعة من الأسئلة تكون الإجابة عليها وسيلة لتذوق النص الأدبي، بتقصي خصائصه والتعرف على مميزاته. وتتمثل في:

أسئلة جنس النص الأدبي:

ما نوع الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه هذا النص؟ هل هو قصة، أم مقالة أم خطبة أم مسرحية ... إلخ، وإذا كان شعرًا هل هو غنائي أم موضوعي؟ ثم نسأل ما مدى توفر الأصول الفنية لهذا الجنس الأدبي في النص؟

وما مظاهر التميز والانحراف عن القواعد المألوفة؟ وما أثر ذلك سلبًا وإيجابًا.

أسئلة الرؤية والموقف في النص الأدبي

هل للكاتب رؤية محددة يمكن الإشارة إليها؟ أم أن النص يتسع لاحتمالات متعددة؟ كيف شكل الكاتب رؤيته وبسط أفكاره ومعانيه؟

ما العناصر التي كونت تجربته الفنية؟

وكي يجاب عن هذه الأسلة ينبغي لدارس محتوى النص الأدبيأن يمر بالخطوات الآتية:

·        أولًا: أن يحدد موضوع النص والفكرة العامة له، وهوما يمكن أن يكون عنوانًا له، وفي الغالب يعالج النص عددًا من القضايا أو الأفكار العامة.

·         ثانيًا: من المهم أن نقسم النص -من حيث هذه الأفكار العامة- إلى مقاطع، يسمى كل مقطع باسم يحمل الفكرة التي يحتويها، ومن المهم -أيضًا- أن نتناول العناصر الفرعية، أو قل المعاني الجزئية التي يحتويها كل مقطع من خلال أبياته التي اشتمل عليها.

·        ثالثًا: بعد تقسيم النص إلى أفكار عامة، وتقسيم كل فكرة منها إلى عناصر فرعية، يأتي شرح هذا المحتوى فكرة فكرة، أي مقطعًا مقطعًا، يأتي بعده شرح وتبيان العناصر الفرعية التي تحتويها الأبيات. وينبغي أن يكون معلومًا أن توضيح هذه الأفكار العامة، وما تحتويه من عناصر ومعانٍ جزئية، يجب أن يكون دقيقًا بلا إطناب ولا ثرثرة.

وخلال معالجة المحتوى -على نحو ما تقدم- يتفحص محلل النص الأدبي درجة انتقال الأديب من فكرة إلى أخرى، و يقف على مدى الانسجام والترابط بين الأفكار الفرعية والفكرة العامة،حيث يقوم دارس النص بشيئين:

1- بيان الوحدة الموضوعية.

2- بيان القيم الموضوعية.

أما بالنسبة للأول، فعلى الدارس أن يقوم بالكشف عن مدى الترابط بين أجزاء المضمون العام للنص التي تمثلها أفكار العامة، وعن مدى الترابط -أيضا- بين عناصر الفكرة العامة التي تمثلها أبيات كل فكرة، بحيث يكشف عن مدى هذا الترابط والتلاحم، أو يكشف عن مدى التفكك والانفصال.

ولا يستطيع أحد أن يتعلل -للتفكك والانفصال- بتعدد موضوعات النص، فذلك أمر يمكن للأديب حسمه بحسن تلطفه، ودقة تخلصه، فتبدو المقاطع -التي قد تبدو متنافرة- وكأن كل مقطع ينادي أخاه، وهذا يدل على فهم الأديب لموضوعه وحسن تأتيه له، ويقظته التامة للطائفه ودقائقه.

وأما الثاني، فيقوم فيه الدارس باستجلاء ما في النص من أفكار موضوعية، وقيم شعورية ومعانٍ إنسانية، وشرحها وبيان ما فيها من صدق أو كذب، ومن صحة أو خطأ، ومن وضوح أو غموض، ومن سطحية وابتذال، أو بعد وعمق، ومن ذاتية أو موضوعية.

أسئلة طريقة صياغة النص الأدبي وشكله الفني:

ما الخصائص التي تميزت بها لغة النص، وما الخصائص الأسلو

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1568 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2018 بواسطة sabryfatma

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

297,170