نحو منهج عملي في استثمار مقرر قاعة البحث

[رؤية مقدمة إلى صالون الشباب ولقاء الأجيال الذي تديره المبدعة شريفة السيد في الندوة الخاصة بمصير مشاريع التخرج البحثية]

مقرر (قاعة البحث) موجود في الكليات التجريبية والإنسانية على حد سواء، لكنه في الغالب غير موظف التوظيف الأمثل، ولا مطبق التطبيق المنهجي العملي النافع المفيد! ودليل ذلك حالة الشباب الجامعي في إعداد الأبحاث في موادهم الدراسية بالفصل الثاني هذا العام(2020م)، تلك الحالة المزرية الفاضحة لموقف هذا الجيل المصري من عملية البحث العلمي، حيث اعتمد معظم هؤلاء الشباب على غيرهم(الآباء والأمهات والأقارب والسيبرات)! وما رأينا تجربة واحدة تبشر بخير أو تدل على إتقان لإجراءات البحث العلمي بإخراج شيء ذي بال أو قيمة! بل إن الأبحاث التي كان يقدمها هؤلاء الشباب من قبل كانت تقيم تقييمًا عشوائيًّا-في الغالب- من قبل الأساتذة الجامعيين ومن يعاونهم، ثم تحفظ في الأضابير، ثم ترمى في المهملات بعد حين، فلا يوجد بها ما يجذب أو يفيد أو يدل على أمل أو فأل أو طالب متميز، يعلن عن نفسه وجهده وإمكانياته البحثية! وذلك على العكس من حالة هذه المادة وحال طلابها وأساتذتها في الجامعات المغاربية على سبيل المثال!

والسبب عندي في هذه الحال العلمية الهاوية راجع إلى الحالة النفسية والعقلية للشباب من جهة، وإلى التفريط البَيِّن من قبل القائمين على تدريس هذه المادة-وإنني واحد منهم- من جهة ثانية!

وعلاجًا لهذه الحال أقترح الآتي:

<!--الثقة الكاملة والحقيقية في جيل الشباب، والتعامل معهم على أنهم الكنز الحقيقي لوطننا وأمتنا، وأنهم يستطيعون إنجاز الجديد الطريف النافع إن وجدوا دافعية ورعاية وتوجيهًا وتقييمًا دقيقًا وتقويمًا حقيقيًّا!

<!--التشدد من قبل الجامعة إداريًّا وعلميًّا في تدريس مقرر(قاعة البحث العلمي) نظريًّا وعمليًّا، وإعطائه مكانة بارزة مميزة في الجدول الدراسي بكل فرقة!

<!--أن يقوم بتدريس هذا المقرر فريق علمي مكون من أستاذ ومدرس وعضو من أعضاء هيئة التدريس المعاونة أو أكثر!

فلا يقتصر تدريس هذا المقرر لهذا الكم الطلابي الكبير على أستاذ واحد ووحيد فقط؛ لأنه مهما كان جهده فلن يحقق الغاية المرجوة من إنجاز هذه الأبحاث العملية!

<!--إلزام الأقسام العلمية باستثمار الأبحاث العملية الطلابية الاستثمار الجيد وتقييمها التقييم الحق الصارم.

<!--العمل على حماية الطلاب من أنفسهم المتواكلة، ومن محاولات سيطرة أصحاب السيبرات التجارية عليهم، وذلك من خلال توجيه الأبحاث وجهة تطبيقية صرفة، وعدم جعلها تدور في كلام نظري فارغ يمكن قصه ولصقه من الإنترنت والمكتبة الشاملة والويكيبيديا!

<!--إلزام الأقسام العلمية بنشر هذه الأبحاث إلكترونيا على مواقع إنترنتية معترف بها علميًّا باسم الجامعة والكلية والقسم العلمي وأستاذ المادة والطالب، وبذا يكون الجميع ملزمًا بأداء دوره رقابيًّا من قبل الجامعة والكلية، وعلميًّا من قبل القسم وأعضائه، وعمليا من قبل الطالب. وهذا ما تقوم به الجامعات العربية في دول المغرب العربي(الجزائر وتونس والمغرب)!

وقد قمت به حينا من الدهر خلال عملي بكلية الدراسات الإسلامية والعربي بدبي، ونشرته في موقع الوراق الإلكتروني، ولما أستطع القيام به هنا إلا مع طالبين اثنين فقط: أحمد حامد، وأحمد حسن طاحون، في كليتي كلية اللغة العربية بالزقازيق!

<!--أقترح أن تكون الأبحاث التي يكلف بها الطلاب في تخصص الأدب والنقد دائرة حول الإبداع الأدبي المعاصر الذي لم يدرس أو تسلط عليه الأضواء، أو قراءة الكتب التراثية النادرة التي لم يُطلَع عليها ولم يُكتب فيها كثيرًا لا سيما في العصور المظلومة علميا كالعصر المملوكي وما بعده!

<!--أقترح أن يجعل فريق العمل العلمي المشرف على هذه الأبحاث خطة أو إطارًا عامًا أو مشروعًا علميًّا محدد الزمان والمكان والمنهج تدور في فلكه الأبحاث ولا تخرج عنه، كأن يقال مثلا: مشاريع هذا العام عن(مصر والمصريين في الأدب العربي القديم) أو عن(الإبداع الأدبي في محافظة المنوفية)، أو (تطبيق المنهج الثقافي على النص الشعري العباسي)...وهكذا!

حفظ الله مصر شبابًا وشعبًا وجامعات وجامعيين وجامعيات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 18 يوليو 2020 بواسطة sabryfatma

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,223